بغداد – وداد إبراهيم:
بعيدا عن التعقيد، وبعيدا عن القيود الاجتماعية، جيل جديد من الشابات العراقيات يعملن للدخول الى عالم الموضة والمكياج، وفي تفسيرات جديدة لمعنى العمل، والغوص في قضية ان تكون الفتاة سيدة اعمال مثلها مثل أي سيدة اعمال عربية، او عالمية.
حملت كل منهن الموهبة، والشغف، والحماسة، وقيم الابداع، محكومة بما يمليه عقلها المتفتح، من اجل الانطلاق من اقفاصها التي تشكلت بحكم البطالة، وعدم وجود تعيينات لخريجات الجامعات، ومن دون اللجوء لطرق ابواب الوزارات، والدوائر الرسمية، والبحث عن عمل وسط لهاث العديد من الشباب وراء وهم التعيين، والبحث وسط هذا الزخم من الصراعات الاجتماعية والاقتصادية عن هوية جديدة لجيل من الشابات، يعملن كموديل، او مروجات لصناعات عالمية او عربية، لتمتد هذه الظاهرة في ارضية اسمها مواقع التواصل الاجتماعي.
الغريب في الامر انهن يخضعن لتدريبات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال البحث عن دروس لتطوير المهارات، والمواهب في مجال الموضة، لتكون لهن لغة جديدة في العمل، مسكونة في تفاصيل عقل، يبحث عن سيدة اعمال عراقية من نوع جديد، وفي زمن جديد، في حمى التطور، والبحث عن كل ما توصلت اليه الموضة من الجديد والساحر.
هاجر شابة في مقتبل العشرين من العمر، تمتلك الخبرة الاقتصادية والعملية في كيفية تطوير موهبتها، وسعيها لان تكون ليست مجرد موديل لنوع معين من المكياج، او العدسات فحسب، بل سيدة اعمال عراقية، ولها ماركة تجارية خاصة بها مستقبلا. تقول هاجر: ليس سهلا على الفتاة العراقية التي تعيش في مجتمع يحافظ على العادات والتقاليد، ان تفتح لها مدونة خاصة بها، وتقوم بعمل مكياج لوجهها عبر مواقع التواصل الاجتماعي الـ(السناب جات)، وتدعو الفتيات للتعلم على كيفية عمل المكياج بطرق لائقة وجميلة، لذا لم تكن البداية سهلة، بل كانت صعبة، وشجعتني على الدخول الى هذا العالم الساحر الجميل الممتع والدتي، ويخضع كل ما اقدمه لآراء عائلتي، كما اني لم اكن اول من طرق ابواب العمل كموديل للمكياج، او لنوع من العدسات اللاصقة، فهناك الكثير من الفتيات العراقيات يعملن في هذا المجال، ومنذ اكثر من اربع سنوات، وهذا ما شجعني للدخول الى هذا المجال، ولكن بصورة حذرة، وبطريقة تعطي قيمة للفتاة التي تبحث عن عمل.
اما عن التسميات فتقول: انا لحد الان يطلق علي (بيوتي لوكر)، اي الشغف بالجمال، لكن هناك من وصلت الى مراحل متقدمة في هذا المجال، فيطلق عليها (فاشن ستايل)، او انموذج لموديل.
اما عن مجال العمل ذكرت هاجر: اعمل كموديل لشركات المكياج العالمية، من خلال وكلائها في العراق، او شركات التجميل، او مراكز التجميل المنتشرة الان في العراق. وعن طموحتها: انا في متابعة متواصلة مع التطور الذي يجتاح شركات المكياج والموضة، واحاول ان اكون دقيقة جدا في اعلاني عن المنتج، يعني التأكد من انه منتج عالمي، ومعروف، واحاول ان اطور عملي ليكون لي ماركة خاصة بي، ومنتج خاص بي، فتكون اعلاناتي لمنتجاتي، او أنتج كسيدة اعمال عراقية مستقبلا.
وأوضحت احداهن: استطاعت الفتاة العراقية كسر حاجز الخوف، والملل، والبطالة، والفراغ الذي يطاردها بعد ان تنتهي من الدراسة الجامعية، وجعلت مواقع التواصل مسخرة للعمل، وليس لقتل الوقت، والفراغ، بل الاستفادة منها بنحو كبير وملفت للنظر، لتحقيق احلامنا كفتيات عراقيات، يبحثن عن العمل الجيد.
فتيات اخريات دخلن مجال الملابس والموضة، ومنهن من سافرن الى تركيا لعرض بعض الملابس التي تلائم الفتاة العراقية، كموديل لشركات تركية مثل “اية”، والشابة “وليان”، وغيرهن ممن يجدن الرغبة الكبيرة للغوص في عالم التجارة كسيدات اعمال ناجحات، في مجالات تبحث عنها الفتاة العراقية، والعربية. ولا نستغرب ان يكون لهن متابعات من مراكز التجميل، والمراكز الطبية المختصة بعمليات التجميل، والشركات المنتجة لمساحيق التجميل.
فتيات يكسرن حاجز الخوف ويدخلن من أوسع أبواب الشهرة والأعمال
التعليقات مغلقة