حذام يوسف
تقاس أهمية المجتمعات وتطورها، من خلال الفنون الإبداعية، سواء كانت مسرحا، وتشكيلا، وسينما، وغيرها من الفنون التي عمل بها الانسان، وقد كتب التاريخ، قديماً عن الحضارات التي أسست لعدة انواع من الفنون، ومن خلالها استطاع الباحثون ان يتعرفوا على حياة تلك الحضارات، وكيف كانوا يمارسون يومياتهم، من خلال المنحوتات والرسوم، والقطع الحجرية التي وجد عليها الباحثون في الاثار مقاطع شعرية، اذن الفن هو الوثيقة الحية للحياة، والدليل على ان هذا المكان من الأرض كانت عليه مجموعات من الفنون، أيضا للفن عموماً أهمية في تطور الفرد، فالموسيقى، والرسم، وشتى الآداب، كان لها الفضل في بناء الانسان نفسياً وفكرياً، واستعملت كوسيلة للترفيه لاسيما مجال الموسيقى.
وللفن دور كبير في تحشيد الطاقات حول القضايا التي تهم الوطن، من خلال الأغنيات والاناشيد الوطنية، والعراق ومصر خير مثال على أهمية تلك الالحان، والقصائد، في بث روح القوة والتحدي، لمواجهة العدو.
يقول شكسبير ” أعطني مسرحا أعطيك شعبا عظيما “، ويقول أفلاطون: “من حزن فليسمع الأصوات الحسنة، فإن ّالنّفس إذا حزنت خمدت نارها، فإذا سمعت ما يطربها اشتعل منها ما خمد”، أما جبران خليل جبران فيؤكد:” إنّ الموسيقى ليست ككلّ اللّغات، الموسيقى لغة خالدة لا تؤمن بالعراقيل والحواجز، فأنت لا تفهم أجنبيّا إن كنت لا تتقن لغته، لكنّك في المقابل تشعر بانفعالاته وتتعاطف معه عبر اللحن و الكلمة، أو عبر الألوان، و الأشكال “.
من هنا كان على فريق الصباح الجديد، ان يتابع نشاطه في اصدار الملحق الفني، لمواكبة النشاطات والفعاليات والمناسبات التي تتعلق بالمجتمع العراقي، وتاريخه ادبيا، وفنيا، فكان ملحق هذا الأسبوع غنيا بكل ما يتعلق بالفنون، حوارات مع سينمائيين، ومسرحيين كبار داخل الوطن وخارجه، وتشكيل، واستذكارات لمبدعين كبار، ولم ينس فريق الملحق الفنانين العرب، فكل الفنون محليا وعربيا تصب في نهر واحد، هو نهر العطاء الذي لا ينضب، ليستمر الانسان ويتطور، وهو بهذا يعلن ان الحياة متواصلة برغم كل التحديات.
أخيرا نقول لكل من يتصور مخطئا ان الفن بكل تفصيلاته الصغيرة والمعقدة، مجرد (كماليات)، ان الفن وحاجة الانسان له، لا تقل أهمية عن حاجته الى الماء والهواء، والفرق بين الأمم الراقية عن المتخلفة، هو بقدر الفرق في اهتمامها واحتضانها للفن والادب.