قالوا عن حسين عبد اللطيف

حسين عبد اللطيف يرحلُ ناراً خضراء

في البصرة

اليوم

رحل  حسين عبد اللطيف

الشاعر ذو الضجيج الأقلّ
والنصّ الأعمق …,

نارٌ خضراء

قطار الحمولة
قطار الليالي
قطار السنين الخوالي
إلى أين تمضي بركّابكَ الميّتين ؟

حسين عبد اللطيف

سعدي يوسف

اليوم رحل أخي وصديقي الشاعر حسين عبد اللطيف صوب الوهاد، ولن أراه. يا لأحزاننا التي لا تنتهي!

قصيدته: إلى أصدقائي

من أجل اصدقائي
الأحياء
منهم
والموتى
أوهم نفسي :
الرياحُ تنشدُ أغنيةً
وتبدّدها المنعطفات .

ديونك مستوفاةٌ أيها الندم
وكذلك ديوني

من أجل أصدقائي
الراحلين الأحياء
والراحلين الموتى
من أجل أصدقائي قاطبةً
أربّي زهيرات الأسف
راحلاً
مع القطيع
على دراجةٍ هوائيةٍ
صوب الوهاد.

حسين عبد اللطيف

عبد الكريم كاصد

“الألعاب النارية انتهت / آه : يا له من خواء!/ ويا لها من ظلمة!”
انها الحياة التي تركتها ايها الشاعر.. العراق ليس فيه غير الالعاب النارية
ارحل واتركنا للنار

مازن المعموري

وداعا معلمنا…….
حسين عبد اللطيف معلم الكثير منا، حيث اسس في اواخر ثمانينيات القرن الماضي وحينما كان مسؤولا للشؤون الثقافية في اتحاد الادباء والكتاب في تلك المدة تجمعا ادبيا لعدد كبير من الادباء الشباب حينها تحت اسم (ملتقى الجمعة الادبي)، كانت جلساته تقام صباح كل جمعة قدم خلاله وجوهاً كثيرة من مبدعي تلك الحقبة الشباب (شعراء، وقصاصون، ونقاد.. الخ) والذين لمع نجمهم بعد ذلك وظهرت اسماؤهم في الساحة الادبية، اذكر منهم (جابر خليفة جابر، وعبد السادة البصري، وطالب عبد العزيز، وعادل مردان، ولؤي حمزة، وكريم جخيور، وعبد الغفار العطوي، وخالد خضير الصالحي، وعبد الامير محسن، وعبد الرزاق منهل، وعادل علي عبيد …….الخ) والقائمة تطول….. لقد كان حسين عبد اللطيف مشرفا ومتابعا على هذا الملتقى وناصحا ومصححا وناقدا مخلصا للادب والابداع، حريصا على هؤلاء الشباب ليكونوا نجوم المستقبل في الابداع البصري العراقي وتحقق حلمه في ذلك.. ظل يتابع كل نتاجاتهم في تسعينيات القرن الماضي وحتى بعد الالفية الثالثة وليوم رحيله هذا. الشاعر حسين كتب القصيدة المغايرة وجدد فيها من خلال دواوينه (على الطرقات ارقب المارة، ونار القطرب، وامير من اور….. الخ) فضلا عن كتاباته النقدية ومتابعاته الصحفية الثقافية وارشفته لكل انتاج بصري وبالاتجاهات الابداعية كافة.

شغل حسين مسؤولية الشؤون الثقافية في اتحاد ادباء البصرة منذ الثمانينيات ثم رئيسا للاتحاد اواخر التسعينيات ولغاية 2003… عانى كثيرا من مرض السكري ودخل المستشفى اكثر من مرة وفيها بترت اصابع احدى قدميه. رحيله خسارة كبيرة للابداع البصري بشكل خاص والعراقي بشكل عام…. الرحمة والنور له والمغفرة والذكر الطيب.

عبد السادة البصري

مع عام الناس هذا تكمل صداقتنا ربع قرن من الزمان، زمان الكلمة التي منحتني معنى يصعب تعلّمه، معنى الكتابة التي لا تقول أكثر من روحها على الورق، ورق ارواحنا الذي أكلته دودة السنوات. مع موت حسين عبد اللطيف ـ إنها ليلتك الأولى، هناك، يا صديقي! ـ ينطفئ سراج آخر من سُرج الحداثة ـ الصامتة وشبه السريّة ـ في الشعريّة العربيّة، سراج زيته روح مدينة البصرة العجيبة وهي تحيا، منذ خُلقت، تناقضها العظيم، الأغنى بين مدن الله والأكثر فقراً وذلّة. لن ينتهي درسك يا صديقي، حتى وأنا أطل على مشهدك الأخير لأراك مسجى على البلاط الأبيض، يداك مربوطتان وعيناك مغمضتان، لكم آلمني أن أرى عينيك مغمضتين بعد كل ما رأيت، العينان اللتان شهدتا عذاب القرنفل والبرتقال، هل ينتهي عذابهما، كما أنشدت، في ذهب العائلة؟..
” ها أنت ذا الآن، على الجانب الآخر من المرآة، حيث لا يمكن لأحد أن يصلك على الاطلاق..”
ـ نم هانئاً، كما لم ينم شاعر قبلك، يا صديقي.

لؤي حمزة عباس

كنت أبخسك حقك حين أصفك بالجنوبي فقط، في الوقت الذي تبدو فيه أقصى من ذلك، لا بل أقصى حتى تخوم الفاو وخليج البصرة.. كنت أعلم وأنا اقرأ ” نار القطرب ” الذي عثرت عليه في خرائب اتحاد الأدباء بعد عام 2003 أني في الطريق إلى قلب شاعر يمثل نخاع المدينة وجذر النخلة التي ستنمو في قلبي.. وأحببتك منذ أول لقاء، أحببت روح الفكاهة ونكهة أن أجالس نهرا من الطيبة وصفاء السريرة وعمق التجربة.. وداعا حسين عبد اللطيف..

قبلة لقامتك التي ستوارى الورد وتحوطها هالة الشِّعر في مكان آخر، غير هذه الأرض التي رفضت ان تقتطع شيئاً منها لتهبك مسكناً.. ورفضت أنت أن تُقطع قدمك فتكون حصتها منك ناقصة حتى رحلت إليها دون أن تُشفى من حب هذا الجنوب الأقصى الذي سكنك.. هذا الجنوب الأقصى والأقسى على الإطلاق!

ضياء جبيلي

ما لا أصدقه من امر وفاة الأخ والصديق الشاعر حسين عبد اللطيف انه اتصل بي صباح امس. الاربعاء طالباً مني الكتابة لسعدي يوسف بشأن مادة بخط يده لملحق جريدة الذاكرة البصرية الخاص بسعدي، الذي يعمل على إكماله مع د.عامر السعد، كنت سأكتب لسعدي اليوم بذلك لكن الموت عاجله صباح الخميس. يا الله رحل حسين عبد اللطيف وسترحل معه ذاكرة كاملة، ما عند حسين ليس عند احد منا. كان اعرفنا بالشعر، اطيبنا قلبا، اكثرنا تعلقا بالحياة. ماذا سنفعل بقصائدنا بعدك يا حسين عبد اللطيف. أيها المعلم الشاعر.

طالب عبد العزيز

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة