الدكتور علي المرهج يعرض صورة الآخر على قاعة الجواهري

بغداد – حذام يوسف:
بحضور عدد من الادباء والباحثين، وضمن سلسلة (مفكرون عراقيون)، ضيفت امانة الشؤون الثقافية في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق يوم الأربعاء الماضي، الدكتور علي المرهج، ومحاضرة عن (صورة الاخر).
الأمسية أدارها الدكتور الناقد أحمد الزبيدي، الذي رحب بالحضور، مثنيا على جهد المرهج ثقافياً وادبياً، شاكراً له تلبيته للدعوة في هذه الجلسة:” هذا الوجه السومري المخلوق من (طينة) قلعة سكر، ذو الابتسامة التي لا ترمش شفتاها، وصاحب (العقل) الفلسفي الذي لا يكلّ ولا يمل، يحتفي به اتحاد الأدباء والكتاب في العراق تحت مظلة ( مفكرون عراقيون )، إنه الأستاذ الدكتور علي عبد الهادي المرهج “.
بعدها ترك الحديث للدكتور المرهج ليوضح لنا الفرق ما بين الفعل السلبي والايجابي للاستعمار: “عندما دخل نابليون الى مصر، لا يمكن ان نقول الا ان لحظة الوعي تشكلت من هذه اللحظة، ربما نابليون جاء بدبابة، ولكنه جاء بوعي الحداثة والتكنولوجيا، فالفعل السلبي للاحتلال، كانت له جوانب إيجابية أيضا، إضافة الى تنظيم الوعي الإداري والحياة الاجتماعية، مثال على ذلك، اعلن للمصريين ان كل من يصطاد كلبا يعطيه مبلغا من المال، وكان بعدها ان اصبحت الساحات خالية تماما من الكلاب السائبة، وأيضا طلب ان يوضع مصباح امام كل بيت، فتحولت الاحياء كلها الى شعلة من الإضاءة، فهذه أيضا أمور إيجابية، باتجاه توعية السكان، وتثقيفهم الى أهمية الاهتمام بمدنهم، وكلنا يتذكر بعد احداث التغيير، اعطى اليابانيون الذين تواجدوا في العراق، سكان احدى المدن، مبلغا من المال لكل من يجمع سلة نفايات، وبعد مدة قليلة كانت المدينة تتميز بنظافتها، عن المدن الأخرى، هنا يمكن القول ان المحتل نقل لنا صورة جميلة لما يمكن ان تكون عليه هذه المدينة، اذن الاستعمار يمكن ان يكون مؤثرا بطريقة تخدمنا، وتكون لصالحنا، ليس دفاعا عن الاستعمار، لان هويتنا تبقى هي الأولى والاهم، لكن الشخصية العمرانية الغربية، لها القدرة على التأثير الإيجابي.
ويواصل الدكتور علي المرهج حديثه في محاضرة (صورة الآخر) فيؤكد:” هناك تصور قديم، وهي فكرة نقلها الغرب، وروج لها، ان العرب وجدانيون، وليسوا عقلانيين، وخدم هذه الفكرة اعلامهم، حتى تقبلناها ببساطة، وصرنا نحن من يروج لها، الاعلام هنا له علاقة قوية بنقل صورة الآخر عن الآخر.”.
تخللت الجلسة عدد من المداخلات من قبل الحضور اغنت موضوع الجلسة، منهم الدكتور الشاعر محمد حسين ال ياسين، والناقد علي حسن الفواز، والقاص عبد الأمير المجر، في ختام الجلسة قدم اتحاد الادباء درع الجواهري للدكتور المرهج تقديرا له ولجهده في الثقافة والادب.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة