مطاعم وأكلات بغدادية متنوعة بنكهة الماضي

بغداد – سمير خليل:

بعد سنوات من القلق والاضطراب والخوف والإرهاب، أخذت من حياة وراحة العراقيين الكثير، بانت تباشير الأمان، وسارت الأمور نحو الهدوء والاطمئنان. انطلق الجميع ليمارس حياته وعمله وراحته، أضيئت المدن وقصباتها ومناطقها بوهج الأمان، وانتصر العراقيون على الإرهاب، وانتصرت الاخوة وفاز التلاحم.

في إحدى مناطق بغداد “الأعظمية” التي تشبه مناطق بغداد الأخرى، توهجت الشوارع وازدحمت بالمواطنين، انتشرت المطاعم والمقاهي والكافيهات التي اكتضت بالعوائل التي خرجت لترّوح عن نفسها أو تتبضع أو تتناول شيئا من الطعام.

في أحد تلك المطاعم الذي استوقفنا اسمه الجذّاب ” كص التسعينات”، حاورنا صاحبه السيد وسام هادي محسن: ليحدثنا عن مطعمه وطبيعة عمله فقال:

أعمل في هذا المجال، منذ 35 عاما، حيث امتهنت هذه المهنة، منذ أن كنت طالبا في الصف السادس الابتدائي، كنت أعمل في أحد المطاعم خلال العطلة الصيفية، المنطقة كانت تضم “اسطوات” مطاعم وأنا تعلمت منهم منذ كنت صغيرا، وهم شجعوني بأن أصبح أنا أيضا” أسطة”. وأنا طالب في الأول المتوسط، أشرفت على مطعم يضم 25 عاملا، لأني تعلمت المهنة بحب. أول خطوة في تعلمي، أني عملت خبّازا في المطعم وتنقلت في عدة مخابز، وتلقيت عقدا من الإمارات، بعدها تعلمت المشويات والكباب، ثم المقبلات وآخر شيء ” الكص”. وكل هذا خلال سنة واحدة، في هذه المهنة عملت بنصائح أسطة مشهور” مصطفى الأعظمي”  كان يقول لي: قبل أن تقدم الطعام للزبون،كانك الشخص الذي سيتناوله ، العمل هنا في الكص يحتوي حرفة وفنا ونفسية”.

وماهي صلصة اللحم لديك؟

هي الخلطة التي أضيفها للحم الكص، وأنا على استعداد لاخمّر اللحم أمام الناس، عدا القليل من البهارات والملح والليمون فقط، لا أضع شيئا آخر، أراهن على اللحم فقط، دون إضافات أخرى. الكص لدينا كص أيام زمان، مطعمي هذا افتتحته قريبا، لأن بدايتي وعملي لمدة طويلة كان في منطقة الكسرة التي انطلقت في عملي منها، هناك رائحة الطعام كانت تنتشر لمسافات، بالنسبة لزبائني اليوم يأتون من مناطق متعددة، زبائني يتبعونني أينما حللت وعملت”.

*كثرة المطاعم هنا، وانتشارها بهذا الشكل الكبير، هل هي ظاهرة جيدة؟ هل تحقق هذه المطاعم أرباحا؟

منطقة الاعظمية تعد أم بغداد، الناس من كل المناطق تتردد عليها، الحمد لله كل هذه المطاعم تعمل بشكل جيد، الحركة هنا فاعلة، لأن المنطقة عريقة ومرتبة ونظيفة وآمنة بشكل ملحوظ، أما أسعار المأكولات فهي متفاوتة بين المطاعم، بالنسبة لي، أنا أعمل في مجال الأكلات الشعبية فقط، وعملي يمتاز بالنظافة، وهنا بدأت بشكل بسيط، والحمد لله تطور عملي نحو الأحسن رغم وجود مطاعم عديدة”.

وعن العلاقة مع المؤسسات الحكومية كوزارة الصحة وأمانة بغداد قال:

الحمد لله العلاقة جيدة جدا، أمانة بغداد مثلا، كنا نتجاوز على الارصفة، وهم اقترحوا وطبقّوا نمطا متوازنا، طلبوا منا أن نفسح المجال للمارة، على الرصيف مع تقدم واجهات محلاتنا قليلا، كذلك علاقتنا مع دوائر الصحة جيدة جدا طالما نحن ملتزمون بتوجهاتهم”.

وأضاف: لدينا توصيل مجاني للمناطق القريبة مثل الوزيرية والكسرة والأعظمية، كذلك نحن نجهّز الأفراح والمناسبات، كما إنني أجهّز مطاعم على مستوى أيضا، هم معجبون بطعامي، اجهّزهم بالكيلوات مع سعر مخفض. الأكلات المتنوعة التي نتعامل بها هي كص الدجاج واللحم والبيتزا وتشريب الكص ومخلمة الكص مع البيض.

وختم: نحن أسطوات الكص معدودون في بغداد، وأنا واحد منهم، أقول للناس: تعالوا تذوقوا كص التسعينيات بنكهة الماضي”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة