تقارير إعلامية:
الصباح الجديد ـ متابعة:
رغم أن الدور التركي الجديد في أفغانستان، سيشكل لأنقرة ميدانا وشيكا لصراع السيطرة والنفوذ، إلا أنه سيضعها في المقابل في مواجهة تحديات كبيرة من طالبان إلى إيران وربما إلى حد ما مع باكستان.
وكانت الولايات المتحدة، التي أعلنت اعتزامها الانسحاب من أفغانستان، قد اتفقت مع تركيا على تولي أنقرة بموجبه مسؤوليات أمنية هناك بعد الانسحاب، ولا سيما تأمين مطار كابل، المنشأة الحيوية الاستراتيجية.
وينظر الأتراك إلى هذه المهمة على أنها فرصة لهم، إذ إنه قد تساهم في تخفيف حدة التوتر مع واشنطن، وتمثل لهم موطئ نفود في آسيا الوسطى ومكاسب أخرى.
وذكرت تقارير إعلامية أن الترويكا الباكستانية الإيرانية الأفغانية سيكون لها اليد العليا في أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي، وذلك بحكم الجغرافيا وتركيا بحكم الوجود العسكري.
ورغم الفرص المتاحة للأتراك، فإن هناك تحديات كبيرة، ليس أقلها إيران، التي وإن لم تعلق على الخطوة التركية في أفغانستان حتى الآن، فذلك لا يعني أنها ترحب بالأمر، فهي تنظر بقلق لوجود تركيا شرق حدودها، وفق مراقبين.
وإيران لن تقف مكتوفة الأيدي في أفغانستان، فالفراغ الذي يتركه الأميركيون يشكل فرصة وتحد في آن، وستسعى لحجز حصة لها هناك، حتى لا تتحول البلاد إلى مصدر تهديد لها، وهذا ما قد يقود إلى تصادم مع الأتراك.
وبحسب موقع “eurasiantimes”، فإن المصلحة الإيرانية القصوى في أفغانستان هي استبدال الوجود الأميركي المقلق بموطئ نفود لها هناك.
وكان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قال في وقت سابق إن الفراغ “وصفة” لحرب جديدة، مما يعني أن هناك مزيدا من اللاجئين الأفغان في إيران، وهو ما لا تقبل به الأخيرة.
طالبان وباكستان
ويضاف إلى ذلك، أن حركة طالبان ترفض وجود أي جيوش أجنبية في أفغانستان، معتبرة أن “القوات التركية قوات احتلال”، وهذا ما قد يعرض الأـتراك لهجمات من مسلحي طالبان، مما يعني الفوضى وعدم الاستقرار.
ورغم ذلك يقول دبلوماسيون أتراك سابقون إنه بوسع أنقرة تفادي هذه الهجمات عبر الاستعانة ببعض الحلفاء مثل قطر.
وكتبت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن “تركيا وباكستان وإيران تستعد لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، لكن سيتعين على هذه الدول إعداد العدة لحركة طالبان وعدم الاستقرار السياسي.
وبدأت علامات عدم الاستقرار في أفغانستان، مع استيلاء حركة طالبان على مزيد من المناطق في البلاد، بعد معارك مع القوات الحكومية.
والأمر لا يتوقف هنا فحسب، إذ إن دخول تركيا في مواجهة مع طالبان قد يؤدي إلى مواجهة أخرى مع باكستان، التي اتهمت مرارا بدعم طالبان.
وذكرت الصحيفة أن “العلاقة بين تركيا وباكستان يمكن أن تؤدي إلى تقسيم أفغانستان أو تسهيل سيطرة طالبان على جزء من البلاد”، كحل من الحلول لتفادي النزاع المفتوح.