واحدة من معالم الفتنة التي تحدث فيها الامام علي بقوله انها “أهواءٌ تتبعْ وأحكامٌ تُبتدعْ” وما كشف طه حسين عن بعدها التاريخي من انها لا تعلن عن نفسها إلا بوسيلة من جنس الفتنة، فيما حذّر رابع الخلفاء، وبعده عميد الادب العربي بالف واربعمائة عام من اخطار الفتنة، على مصير الامة، ومصالحها ودمائها، وحمّلا المسؤولية عن النتائج على اصحابها، وحتى المتفرجين عليها بوصفهم متواطئين مع الفتنة عن سبق الإصرار.
فلمرشح وزارة الداخلية فالح الفياض في كابينة حكومة انتخابات 2018 “اهواء” معروفة يستطيع أي متقص معرفتها.. اهواءٌ نقلته من خيمة تنظيم الدعوة- العراق الى فريق أبو احمد الجعفري (الإصلاح) الى قائمة (النصر) لرئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، ثم الى الفتح بقيادة العامري وأخيرا الى دولة القانون بقيادة نوري المالكي الذي اعلن منذ يومين ان كتلته لن توافق على رفع ترشيح الفياض الى وزارة الداخلية بناء على طلب السيد مقتدى الصدر ولا على رجاء هادي العامري، ولا حتى استجابة لرغبة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي.
وحتى الآن، في هذا اليوم الاثنين 10 ديسمبر، فان فالح الفياض لم يدل بحرف واحد تعليقا على ما قيل ويقال بصدد ترشيحه لوزارة الداخلية، مثار الجدل، تاركا للفتنة ان تتحدث بالنيابة عنه إذْ ضربت غبارا خانقا حول كل مفاصل الساحة السياسية وامتدت احتقاناتها الى دورة البيع والشراء ومؤشرات العملة ومفاتيح الامن والاستقرار، وسوق السلاح، والغريب هنا، ان اللاعبين المنخرطين في الأزمة صاروا يتبارون على امتداح الرجل” الفتنة” وكأنه ضحية لهم فيما هم جميعا ضحايا له، هم يعرفون ذلك وهو يعرف، وهذا بحد ذاته مدعاة للخشية من ان تتحول فتنة فالح الفياض الى فتيل مواجهة ليس فقط بين جماعات المشهد السياسي المحلية، بل وأيضا بين الأقطاب الإقليميين والدوليين، حيث (يقال) ان الفياض مقبول من طهران، وانه مرفوض من واشنطن.
فما احوجنا لوأد هذه الفتنة.
اسماعيل زاير
رئيس التحرير
فتنة اسمها فالح الفياض
التعليقات مغلقة