في مثل هذا اليوم من كل عام، يستذكر الوسط الثقافي، الشاعر الكبير بدر شاكر السياب، الذي ترك إرثا كبيرا من الادب، كان له السبق في الدعوة الى فك قيود النص الشعري، وتركه يحلق مثلما يشاء، وهو من مؤسسي قصيدة الشعر الحر في العالم العربي وروادها والمعروف بثورته الشعرية على القصيدة العمودية التقليدية.
مؤخرا وربما لأسباب لها علاقة بالوضع السياسي للعراق، أو ربما لأسباب أخرى لها علاقة بكثرة الفقدانات التي مرت علينا من الوسط الادبي، باتت تلك المناسبات (ولادات، وفيات) لا تثير شهية الاعلام والمثقفين! للكتابة عنها، قد يكون السهو راجعا الى انها مناسبة تتزامن مع أعياد الميلاد، ولكن لهؤلاء الادباء حق علينا أن نكون في مقدمة من يستذكرهم، بمناسبة او من دونها، فالسياب شاعر تقدم في مسيرة الحداثة والخروج عن المألوف بشجاعة الفارس، ولم يتردد في الإعلان عن توجهه خوفا من جهة ولا شخصية معينة، ولا من نقد القارئ له، فكان واضحا برغم تقلباته الفكرية، والوضوح يحتاج أحيانا الى الشجاعة.
من قرية جيكور، أبدع فكان وفيا للأنهار وللطيور وللمطر، ومن بين ركام الأمكنة، حلق السياب بحروفه فصنع سحرا للقصيدة، التي قلدها الكثيرون فيما بعد فنجح بعضهم فيما اخفق بعض آخر.
حذام يوسف