متابعة ــ الصباح الجديد :
من عقلية الدفاع إلى الحرب، قد تتحول مهمة حلف الناتو، وفق تصريحات لأمينه العام مارك روته، الذي قال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى عقلية الحرب، في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا، والتهديدات الجديدة من الصين.
روته دعا أيضا الحلف، إلى تحفيز الإنتاج الدفاعي والإنفاق، مطالبا بزيادة نسبة الاثنين في المئة، من إجمالي الناتج المحلي، الذي يتعين على حلفاء الناتو، إنفاقه في مجال الدفاع.
تصريحات روته الجمعة الماضية في بروكسيل، تتوافق مع آراء باحثين، اعتبروا أن الغزو الروسي لأوكرانيا كان بمثابة جرس إنذار، بشأن ضرورة إعادة تقييم النهج الأوروبي الحالي للأمن الجماعي، وتسليط الضوء على نقاط الضعف في آليات الدفاع.
جيم تاونسيند نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي الأسبق للسياسات الأوروبية وحلف الناتو قال لقناة الحرة إن العقلية الحربية لدى قادة الدول الغربية موجودة منذ عام 2008 بعد أن أصبحت روسيا بقيادة بوتين “أكثر عدائية وصعدت من تهديداتها في حربها الأخيرة ضد أوكرانيا”.
يضيف تاونسيند أن توجه الغرب نحو العقلية الحربية أصبح أمرا ملحا الآن “حيث أوكرانيا تعاني من الهجوم الروسي من جهة، وتوقعات بتوقف الدعم الأميركي في عهد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، من جهة أخرى”.
عودة ترامب إلى البيت الأبيض، يقول نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي الأسبق، ستعيد الضغط على دول الناتو للالتزام بتعهداتها بشأن الإنفاق العسكري، لكنه يضيف أن الزيادة في الإنفاق ليست سببها ترامب فقط “بل أيضا لمواجهة التهديدات المتزايدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.
وأوضح تاونسيند أن الدول الأعضاء في الناتو يعززون حاليا من هذا الإنفاق العسكري ليصل إلى حاجز 3 بالمئة وهي النسبة التي يدعو اليها الأمين العام لمواجهة هذه العدائية الروسية، مؤكدا أن 23 دولة بالحلف وصلت الآن لنسبة 2 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي.
أمين عام حلف الناتو مارك روته قدم تحذيرا شديدا بشأن حالة الأمن العالمي، مؤكدا على الحاجة إلى تعزيز الإنتاج الدفاعي، والإنفاق، والاستعداد لمواجهة التهديدات المتزايدة من روسيا، والصين، وأعداء آخرين.
وصف روته البيئة الأمنية الحالية بأنها الأكثر خطرا، وأشار إلى الحرب المستمرة التي تشنها روسيا في أوكرانيا، والتي تسببت في أكثر من مليون ضحية منذ فبراير 2022، وفق قوله.
وقال روته “بوتين يحاول محو أوكرانيا من الخريطة”، مضيفًا أن أفعال الكرملين تهدف إلى تقويض حرية الناتو ونمط الحياة الغربي.
واستعرض رئيس حلف الناتو سلسلة من الأعمال العدائية ضد دول الحلفاء، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية، ومحاولات الاغتيال، وأشار إلى أن هذه ليست حوادث معزولة، بل جزء من استراتيجية منسقة لزعزعة استقرار دول الناتو وتقويض الدعم لأوكرانيا.
وقال روته “هم يتجاوزون ردعنا ويجلبون جبهة القتال إلى أبوابنا”.
أمين عام حلف الناتو سلط الضوء على الصين كقلق رئيسي بسبب تعزيز قدراتها العسكرية وطموحاتها في إعادة تشكيل النظام العالمي. فبحلول عام 2030، من المتوقع أن تمتلك الصين أكثر من 1000 رأس نووي، إلى جانب التقدم في القدرات الفضائية والتكنولوجيات المدمرة.
ودعا روته إلى اليقظة، مشيرًا إلى أن أنشطة الصين، بما في ذلك سعيها للوصول إلى البنية التحتية الحيوية، قد تؤثر بشدة على دول الناتو. وحث الأمين العام الحكومات على توفير عقود طويلة الأجل ومقاييس كبيرة لصناعات الدفاع وإزالة العوائق البيروقراطية التي تعيق الابتكار.
وعلى الرغم من تدابير الردع الحالية للناتو، بما في ذلك زيادة جاهزية القوات العسكرية والتدريبات، عبر روتا عن قلقه بشأن قدرة الحلف على مواجهة التهديدات المستقبلية. وأكد على ضرورة تبني “عقلية زمن الحرب” لضمان الأمن طويل الأمد للناتو ومنع الصراع من الوصول إلى أراضي الحلفاء.
دعوات أمين حلف الناتو دفعت إيطاليا وألمانيا، لإنشاء شراكة، لبناء قاعدة صناعية دفاعية أوروبية موحدة، والذي اعتبره خبراء ضرورة استراتيجية للاتحاد الأوروبي.
المخاوف الأوروبية من حروب وشيكة، تحدث عنها أيضا تقرير في صحيفة وول ستريت جورنال، تساءل في عنوانه عما إذا بدأت فعلا الحرب العالمية الثالثة.
وتقول الصحيفة إن الزعماء في الغرب، باتوا يتفقون على نطاق واسع، بأن العالم منقسم بشكل متزايد، إلى معسكرين متنافسين، مع مرور ما يقرب من ثلاث سنوات على حرب روسيا على أوكرانيا، واشتداد حدة التوتر في الشرق الأوسط وشرق آسيا.
ووفق خبراء نقلت عنهم الصحيفة، فإن تسارع التنافس بين القوى الكبرى، ومدى الترابط بين مسارح الصراع المختلفة، الذي كشفه الانهيار السريع لنظام الأسد في سوريا، قد يكون بمثابة الطلقات الافتتاحية لحرب عالمية ثالثة.
مخاوف غربية من مواجهة وشيكة مع روسيا والصين
التعليقات مغلقة