متابعة الصباح الجديد :
ما كان يعد من الأولويات قبل كورونا، لم يعد كذلك اليوم في هذه المرحلة غير المتوقعة التي يمر بها العالم. اتجه الكل في مرحلة العزل إلى أمور لم تكن ضمن لائحة الأولويات، بل غابت عن نمط الحياة منذ سنوات طويلة. وكان طبيعياً أن نشهد تغييراً يطاول عالم التجميل أيضاً.
“في أولى مراحل انتشار فيروس كورونا في البلاد، اتّخِذ القرار بإقفال عيادات التجميل، وتوقفت العمليات تماماً بطبيعة الحال لمدة شهر تقريباً. فالتركيز كان بشكل أساسي على فيروس كورونا ومبدأ تخصيص أجهزة التنفس ومستلزمات الوقاية لمعالجة المصابين، بدلاً من استنفادها في عمليات غير أساسية.
كان ذلك أساسياً للحد من خطر انتقال العدوى ولمواجهة المرض وتداعياته”، يوضح الاختصاصي في الترميم والتجميل الدكتور، جان مارك سعيد، أنه في كل عملية تجميل تُستعمل 8 كمامات على الأقل ونحو 15 قفازاً.
وقد اتخذ قراراً بحفظها لمواجهة حالات كورونا، وكانت عمليات التجميل من تلك الأمور التي يمكن الاستغناء عنها مؤقتاً. تماماً كما حصل مع شتى القطاعات في البلاد، ومع بدء العودة إلى الحياة الطبيعية نتيجة الرفع الجزئي لحالة التعبئة العامة، بدأ عالم التجميل يستعيد عافيته تدريجاً. فقد فكّت القيود التي فرضها الوضع على عيادات التجميل بالدرجة الأولى، إلى أن فُتِح المجال للعمليات أيضاً. لكن لا ينفي الدكتور سعيد أن الاكتظاظ ليس ممكناً طبعاً في العيادات، كما كان يحصل سابقاً. ففي هذه المرحلة، يبقى ضرورياً اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية المطلوبة وضبط المواعيد وتحديدها، لتعقيم العيادة فيما بينها.
يضاف إلى ذلك، أنَّ الانتظار في الصالة الخارجية ليس ممكناً في هذه المرحلة. “بدلاً من 20 استشارة في اليوم أصبحنا قد نقوم بخمس، لضرورة التقيد بالإجراءات الوقائية، ولمنع انتقال العدوى”.
وزاد سعيد : تراجعت معدلات عمليات التجميل الكبرى المكلفة حكماً نتيجة الأزمة الاقتصادية، في حين بقيت تقنيات التجميل الأساسية في الواجهة، لأن من يبدأ باللجوء إليها، لن يتخلى عنها في أي وقت من الأوقات، إذْ أن إيقاف هذه التقنيات يعيد من يعتمدها إلى نقطة الصفر، وهذا ما لا يرغب أحد به.
والوضع الاقتصادي المتأزم ترك أثراً تحديداً على وتيرة اللجوء إلى هذه التقنيات. فالسيدة التي تلجأ إلى “البوتوكس” وتحرص على الالتزام بذلك، أصبحت، بحسب الدكتور سعيد، تخفف من وتيرة اللجوء إلى الجلسات أو من الجرعات وهذا ممكن طبعاً. وفي الوقت نفسه تحافظ على النتيجة التي حققتها مع الوقت.
فقد تختار مثلاً الانتظار لأسابيع إضافية قبل جلسة “بوتوكس” جديدة. “بعد مرحلة الخوف الأولى عادت الأمور إلى طبيعتها، ومن يريد اللجوء إلى تقنية تجميلية يلجأ إليها.
وقد تأثرت عيادات التجميل من حيث معدل الاستشارات بسبب الظروف والوتيرة نتيجة الوضع الاقتصادي. لكن الوضع الاقتصادي قد ترك الأثر الأكبر على العمليات الكبرى التي تصل تكلفتها إلى آلاف الدولارات. فمن الطبيعي أن يخف اللجوء إليها في هذه المرحلة، ويفضل كثيرون تأجيلها واللجوء في هذا الوقت إلى التقنيات التجميلية المتاحة”.
لكن سعيد لا ينكر أنه إذا كانت هذه التقنيات التجميلية من الكماليات لفئة معينة، فهي من الأساسية لفئة أخرى. ولا يخفى على أحد أنه ثمة طبقة اجتماعية لم تتأثر إلى حد كبير بهذا الوضع، وما تزال قادرة على الاستمرار بحياة طبيعية إلى حد ما ،اذ يشكل التجميل جزءاً أساسياً منها.