وزير النفط: السوق العالمية تشهد تذبذبات حادة برغم نمو الطلب
بغداد ـ الصباح الجديد:
اكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط ان الفائض النفطي في الاسواق النفطية العالمية ما زال يمثل تحدياً كبيراً امام المنتجين من داخل منظمة (اوبك) ومن خارجها، ما ادى الى ظهور تذبذبات حادة وعدم استقرار في السوق في شهر اب الماضي.
وقال وزير النفط ثامر عباس الغضبان، بعد اختتام اعمال اللجنة الوزارية المشتركة لمتابعة ومراقبة الانتاج لمنظمة (اوبك) والمتحالفين معها من خارجها في ابو ظبي، ان «الطلب العالمي للنفط الخام قد شهد نموا عند (1.1- 1.3) مليون برميل يومياً، لكن المرحلة اللاحقة تتطلب مزيداً من العمل الجماعي والالتزام باتفاق خفض الانتاج».
وفي وقت قال فيه أن المسؤولية مشتركة لجميع الدول المنتجة للنفط بهدف تحقيق ضمان استقرار وتوازن السوق النفطية العالمية، أشار الى التزام العراق بقرار خفض الانتاج وصولاً الى تحقيق الهدف.
وأضاف الغضبان، ان «اجتماع اللجنة الوزارية يمثل مراجعة ومتابعة اتفاق قرار خفض الانتاج وتقديم التوصيات لاجتماع فيينا الذي سيجري قبل نهاية العام الجاري مع مراعاة المتغيرات والتطورات التي قد تشهدها السوق النفطية خلال الفترة المقبلة».
من جانبه، أشاد وزير البترول والثروة المعدنية السعودي عبد العزيز بن سلمان رئيس اللجنة بتعاون والتزام الدول المنضوية في هذا الاتفاق وان الفترة المقبلة ستشهد التزاما اكبر من الدول المنتجة، مشيداً بالعلاقات الثنائية بين العراق والمملكة وان الفترة المقبلة ستشهد تطوراً ونمواً كبيراً.
وقال المتحدث باسم الوزارة عاصم جهاد، ان «نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط قد حضر اجتماعاً ضم وزراء السعودية، روسيا الاتحادية، الامارات، الجزائر، ونيجيريا، جرى فيه بحث تطورات السوق النفطية واتفاق خفض الانتاج».
واشار جهاد الى ان «اجتماعات اللجنة الوزارية لمراقبة الانتاج هي اجتماعات دورية يتفق على مواعيدها مسبقا، تهدف الى دراسة وضع سوق النفط العالمية وافاقها على المديين القصير والمتوسط، ومستويات تطابق تعديلات الانتاج مع التزامات اعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) والبلدان المتحالفة معها من خارجها على رأسها روسيا».
في الخضم، يزور الامين العام لمنظمة الدولة المصدرة للنفط «اوبك» محمد باركيندو بغداد رسمياً لحضور مؤتمر الطاقة المقام في العاصمة.
وقال المتحدث بإسم الوزارة عاصم جهاد، ان «الامين لمنظمة أوبك وصل بغداد وسيلتقي خلال زيارته بنائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط ثامر عباس الغضبان ووزير الكهرباء وعدد من المسؤولين في الرئاسات الثلاثة، فضلاً عن حضوره جلسات مؤتمر الطاقة الذي بدأ أعماله أمس السبت في العاصمة».
وخلال مؤتمر الطاقة المقام حالياً في بغداد، اكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط ثامر عباس الغضبان حرص الحكومة العراقية ووزارة النفط على تطوير قطاع الطاقة في البلاد على وفق احدث البرامج العلمية والتكنولوجيا المتقدمة.
وقال وزير النفط ان «الحكومة والسلطة التشريعية متمثلة بلجنة النفط والطاقة النيابية تولي اهتماماً كبيراً بقطاعات الطاقة المتمثلة بصناعة النفط والغاز وقطاع الكهرباء والمياه، لأنها تعد المحرك الاساس والداعم للاقتصاد العراقي، والنفط هو المورد الرئيس للايرادات المالية ويشكل اكثر من ٩٠ ٪ من التخصيصات المالية للموازنة الاتحادية».
واشار الغضبان الى حرص الحكومة على أن يشهد قطاع الطاقة في العراق نشاطاً ونمواً مستمراً ومتزايداً، وان يخضع لسياسات تطويرية وتنموية واضحة، ليبقى العراق منتجاً اساسياً للنفط والغاز، متزامناً مع توفير الطاقة الكهربائية للمواطنين والقطاعات الصناعية والتجارية وغيرها.
وأضاف، ان «سياسات الحكومة العراقية ستشهد سلسلة من الاجراءات الضرورية التي تهدف الى تأهيل وتطوير وإعادة الهيكلية لقطاع الطاقة بشكل عام، من خلال اعداد واعتماد السياسات والدراسات والبحوث والتشريعات والأنظمة الحديثة والتعليمات التي تدعم هذا النشاط وتسهم في تطوره، لذلك ووفقا لذلك سيشهد قطاع الطاقة جملة من التغيرات نحو الافضل، وجعله قطاعاً منتجاً مستداماً، مع الرصد والمتابعة للمستجدات التي يشهدها العالم من تكنولوجيا متقدمة لغرض أعتمادها في هذه الاطار، فضلاً عن نمو وازدهار الطاقة المتجددة في العالم، ويحضى هذا الموضوع ضمن أولوياتنا، ونعمل حثيثا ونخطط للاستفادة منها في العراق».
وأشار وزير النفط الى اهتمامات العراق في الحفاظ على البيئة والالتزامات والمحددات الدولية بهذا الشأن، وهو ما تعمل عليه وزارة النفط من خلال مشاريع استثمار الغاز المصاحب للعمليات الانتاجية لإيقاف حرقه حفاظا على البيئة، فضلاً عن الاستفادة منه في تلبية احتياجات البلاد من الغاز وخصوصا، استخدامات توليد الطاقة الكهربائية والبتروكيماويات والاستخدامات الاخرى، وتصدير الفائض منه، لتحقيق ايرادات مالية لخزينة الدولة.
واكد دعم الحكومة للاستثمار والمستثمرين وحرصها على تطوير وإصلاح بيئة العمل وتبسيط الاجراءات، كما تعمل الحكومة على مكافحة الفساد وتشترط أن تتسم جميع التعاملات والفعاليات الخاصة بالاستثمار بالشفافية والعمل على مبدأ تحقيق تكافؤ الفرص للجميع.
وشدد وزير النفط على أهمية تنظيم مثل هذه المؤتمرات والفعاليات والمنتديات التي تفتح الافاق واسعاً للوصول إلى الرؤى المشتركة لتطوير قطاعات الطاقة والاقتصاد في البلاد.
اوضح ان أهمية استثمار الغاز المصاحب للعمليات النفطية وخطط ومشاريع الوزارة تأتي لتحقيق أهداف الاستثمار الامثل وإيقاف حرقه خلال السنوات القليلة المقبلة، فضلا عن تطوير البنى التحتية وتعدد المنافذ التصديرية وتنويعها، والنهوض النوعي بقطاع التصفية.
من جانبه باركيندو بدور العراق في المنظمة وحرصه على أستقرار الاسواق العالمية ودعم توجهات المنظمة في تحقيق التوازن المطلوب، معبراً عن سعادته لزيارة العراق.
وعلى هامش المنتدى التقى نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط رؤوساء شركات كل من «توتال، وسيمنز، ودانة كاز، واكوا بور و اوروك، وجي اي، لبحث أفاق التعاون والمشاركة في مشاريع تطوير صناعة النفط والغاز في العراق.