يبلغ عددها 76
نينوى ـ خدر خلات:
من المؤمل أن يشارك وفد حكومي رفيع المستوى في فتح المقابر الجماعية في قرية كوجو جنوبي سنجار يوم الجمعة المقبل الخامس عشر من اذار/مارس الحالي، التي تعد ايقونة المأساة الايزيدية، فيما يقول اعلاميون موصليون ان فتح هذه المقابر يجب ان يعزز الوحدة الوطنية وتضافر الجهود لمكافحة التطرف والارهاب في نينوى والعراق عموما.
وكان تنظيم داعش الارهابي قد اجتاح سنجار في الثالث من آب /اغسطس 2014 وارتكب عدة مجازر بشعة من اعمال قتل وخطف وذبح، وكانت حصة قرية كوجو التي تنتمي اليها الناشطة الايزيدية نادية مراد(15 كلم جنوبي سنجار) هي الاكبر من تلك المأساة ، حيث ان عدد سكان القرية كان يبلغ نحو 1400 نسمة، 400 منهم لم يتواجدوا فيها يوم الاجتياح الداعشي، وقام التنظيم باعدام اكثر من 300 شاب ورجل، وخطف اكثر من 700 فتاة وامرأة والاخرين من الاطفال، ثم قام التنظيم باعدام النساء المتقدمات بالسن والمراهقين الذين ثبت انه لديهم (شعر تحت الابط) اي انهم بالغون، فقام باعدامهم ورمي جثثهم بمقابر جماعية متفرقة.
لكن من المرجح ان اكبر مقبرة في كوجو تقع بجوار احدى المدارس والتي تضم رفات العشرات، على وفق ناجين من تلك المقابر.
يقول الصحفي الموصلي رشوان محمود الياس الى «الصباح الجديد» ان «فتح المقابر الجماعية لابناء المكون الايزيدي، خطوة مهمة بالرغم من انها متأخرة، ونحن نعلم ان فتح هذه المقابر سيفتح الجراحات لدى ذوي الضحايا من الاخوة الايزيديين».
واضاف «كل الشعب العراقي تأذى من داعش الذي ارتكب فظائع بحق جميع المكونات والمذاهب، لكن ما اصاب الايزيديين هو الاكثر وجعا والما بسبب اعمال الخطف والاغتصاب والانتهاكات الجسدية وبيع وشراء الفتيات والنساء الايزيديات».
ويرى الياس انه «ينبغي ان يكون فتح المقابر الجماعية للايزيديين سببا لتوحيد اللحمة الوطنية قبل ان يكون تعرية لفظائع الدواعش الارهابيين، ولا نريد ان يكون فتح المقابر لتكريس الكراهية والطائفية التي دفعنا جميعا ثمنا باهظا جراء سقوطنا جميعا في مستنقعها الاسن».
اما الاعلامي احمد الزيدي يقول ان «عصابات داعش الارهابية ارتكبت الجرائم اللا انسانية بحق كل العراقيين، وهنالك مجازر جماعية في سبايكر ومناطق غربي وجنوبي الموصل، اي ان الجرائم لم تصب فقط ابناء المكون الايزيدي».
واستدرك «لا يوجد انسان منصف يمكنه ان ينكر حجم الكارثة التي اصابت الايزيديين على ايدي الدواعش الانجاس، لكن نتمنى ان يكون فتح المقابر الجماعية هو بداية حقيقية للبدء بمحاكمة الدواعش وقياداتهم خاصة وان المئات منهم باتوا في قبضة الاجهزة الامنية العراقية عقب انهيار التنظيم في منطقة باغوز السورية واستسلامهم لقوات سوريا الديمقراطية ونقل الدواعش العراقيين للعراق».
ولفت الزيدي الى انه «ينبغي تحويل بعض المقابر الجماعية الى متاحف، والحفاظ على الادلة المكتشفة فيها، كي يطلع العالم باسره على هول جرائم داعش، ولا يجوز ان يتم طي صفحة داعش مع هزيمته العسكرية».
من جانبه قال مدير مكتب شؤون المختطفين الايزيديين، حسين كورو قايدي لـ «الصباح الجديد» ان «عدد المقابر الجماعية المكتشفة في قضاء سنجار تبلغ 76 مقبرة جماعية، عدا المقابر الفردية للكثير من الضحايا الايزيديين الذين تم اعدامهم من قبل داعش في الايام الاولى للاجتياح».
ويتحدث الكثير من الناجين الايزيديين من قبضة داعش، عن رؤيتهم لعشرات الجثث العائدة لايزيديين تم قتلهم على قارعة الطرقات في سنجار ومحيطها، واغلب تلك الجثث ضاع اثرها وجرفت السيول بقاياها فيما بعد.
وعلى وفق احدث احصائية ايزيدية رسمية فانه تم فقدان اثر 6417 مواطنا ايزيديا منذ اجتياح سنجار، وتم انقاذ اكثر من 3 الاف منهم عبر شبكة معقدة من الوسطاء، فيما ما يزال 2748 مواطنا ايزيديا من الرجال والنساء والاطفال في عداد المفقودين حتى يومنا هذا.