-1-
استمعتُ الى واحدٍ ممن هاجر الى الولايات المتحدة الامريكية وفُتن بها حدّ الانهيار ، وأصبح يثني على عنايتهمالفائقة بالحيوان فضلاً عن الانسان …!!
فلقد رآى بعينيه السيارات الحكومية مصحوبةً بالشرطة تسعى لانقاذ “الكلاب” من معاناة البرد الشديد، يوم انخفضت درجة الحرارة الى (40) درجة تحت الصفر ، ثم قارن بين ما رآه هناك وبين ما هو الحال في وطنه ، وخلص الى تفضيل (العم سام) على سائر الأهل والأعمام ..!!
-2-
لقد نسي هذا الغارق باعجابه ، الناشيء من الغفلة الكبيرة عن الحقائق، أو من التخلف عن ادراكها : انّ الطغاة الكبار الذين يستهينون بالأرواح والأعراض والأموال ماهم الاّ صنائع لذلك الغول ..!!
خذها من الدكتاتور الجبّار المقبور الى مَنْ جعل القنصلية السعودية مسلخاً للقتل والتعذيب وتقطيع الأوصال، ولا تجد من يدافع عنه في شرق الارض وغربها – الاّ مسؤول (البيت الأسود)، في مفارقةٍ واضحة لكل متطلبات الاحساس بالشعور الانساني فضلاً عن الانتهاكات الواضحة للموازين والقوانين …
-3-
انّ هذا الغرِّ الساذج يسبح ضد التيار ، والاّ فانّ ” عدوة الشعوب ” معروفة معلومة عند القاصي والداني على حد سواء .
-4-
ولو أردنا استقصاء الجرائم الفظيعة المرتكبة من قبل ذلك (الغول) في الراهن فقط، لاحتجنا الى موسوعات ضخمة فما بالُكَ بتاريخ طويل من الاستهتار بالأرواح .؟!
ويكفينا هنا التذكير بما صنعه في ( نيازاكي) و( هوروشيما)، كمثال على تلك النزعة المُغرقةِ في الاستكبار والتعاطي الوحشي مع البشر
-5-
مرّت في (25 /2 /2019) ذكرى ( مجزرة المطلاع)، تلك المجزرة التي قُتل وجُرح فيها ما يقرب من 100 ألف جندي عراقي أثناء انسحابهم من الكويت بأمرٍ من (القائد الأرعن) دون اتفاق مع التحالف .
لقد ألقَوْا عليهم آلاف الأطنان من القنابل الذكية ..!!
كان ذلك قبل ان يوّقع ” سلطان هاشم ” مع التحالف في (خيمة صفوان) بيوميْن على الورقة المُذِّلة بكل ما انطوت عليه من أغلال وإذلال
-6-
وأخيراً :
هل يستطيع هذا (المغرور) أَنْ يذكر لنا بالأرقام عدد العراقيين (من النساء والرجال والولدان) الذين وقعوا ضحايا الاسلحة الامريكية المدّمرة في العراق ؟!
انّ الغول الكبير يُعنى بالحيوان الامريكي ولكنه يستهين بالمواطن العراقي ، ويجهز عليه بآخر ما أفرزته التكنولوجيا العسكرية الحديثة بلا هواده ، لتظهر حقيقتُه جليّةً ، وينكشف جوهَرُه ، بعيداً عن كل الأغطية الساتره …
-7-
انه لمن العجب العجاب انْ تنسى الوطن والاحباب وتكون ناطقاً معجباً بالذئاب ..!!
حسين الصدر