تضيق أمام تنظيم داعش الارهابي السبل للبقاء في المشهد العسكري والامني والسياسي وتتصاغر مساحات النفوذ التي استحوذ عليها لاكثر من ثلاث سنوات في سوريا والعراق ويقترب العالم والمنطقة عامة والعراق خاصة من اعلان النصر النهائي على عصابات هذا التنظيم بعد قتال شرس في ميادين المعركة قدم فيه العراقيون اروع الامثلة في التضحية والفداء لمواجهة شتى الاساليب التي اعتمدها افراد هذا التنظيم الارهابي من اجل ترويع وترهيب المقاتلين في الجيش العراقي والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي وسكان المدن المغتصبة ولأن هذه المعركة هي معركة مصيرية حاولت قوى حاقدة المراهنة عليها لتفتيت النظام السياسي في العراق واخضاع الشعب العراقي لواقع جديد لايتسق مع التضحيات الطويلة التي قدمها من اجل ان ينال من حاضر ومستقبل افضل من سنوات الطغيان والضياع والكبت والفقر التي عاشتها اجيال من العراقيين فأن كل التوقعات كانت تشير الى ان قوى الارهاب ومن يدعمها ويساندها في الداخل والخارج ستزج بكل قواها من اجل ادامة زخم العدوان وستمارس كل اساليب الخداع والتضليل من اجل خلط الاوراق وتجريد النصر العراقي المؤز الذي حرصت فيه القيادات العسكرية والامنية العليا على ان يكون الاحتفال فيه لاهل الموصل اولا وان يضع قادة المعارك في هذه المدينة في اعلى سلم اولوياتهم الحفاظ على البنى التحتية والممتلكات المدنية وحماية الناس الابرياء وقد شاهد العالم عبر شاشات التلفزة مثل هذا الحرص في كل فصول المعارك في الجانب الايسر والايمن مثلما شاهد الملايين الحفاوة والترحيب بالمقاتلين العراقيين وهم يحاولون انقاذ المصابين والمحاصرين ومساعدة النازحين والاطفال والنساء والشيوخ واخراجهم من الاماكن الخطرة وتأمين سلامتهم تحت كل الظروف ومهما بذلت الجيوش في الحروب من جهود لحماية المدنيين فان سقوط ضحايا او وقوع اخطاء عسكرية في الغارات الجوية امر متوقع ويحصل في دول كثيرة خاضت تجربة الحرب والمعارك دفاعاً او هجوماً مثلما كان متوقع ايضاً ان يكون هناك تطبيل وتشويه لكل اشكال الحرص والحماية من قبل القوات العراقية من قبل تنظيم داعش واطراف مشبوهة اسهمت في سقوط الموصل وتريد اليوم استعادة دورها بنحو آخر وقد وجدت هذه الاطراف في حادثة منطقة الموصل الجديدة وسقوط ضحايا يجري التحقيق في معرفة اسباب قتلهم وجدت في هذه الحادثة الفرصة والنافذة التي يمكن من خلالها اعادة اجترار الاتهامات بحق المضحين الذين قدموا انفسهم فداءً للموصل واهلها ولم يتبق لعصابات الارهاب وحلفائهم في الداخل والخارج من اوراق عسكرية وامنية يستطيعون فيها المناورة والخلاص سوى ورقة اخيرة عنوانها الاكاذيب للنيل من سمعة العراق ونجاحه في دحر الارهاب ..
الرحمة لشهدائنا الابرار بكل عناوينهم وانتماءاتهم والخزي والعار للمزمرين ممن ارتضوا ان يكونوا ابواقاً لداعش الارهابي.
د. علي شمخي
الورقة الأخيرة
التعليقات مغلقة