الحرب الإعلامية في وسائل التواصل الاجتماعي

د. رجاء موليو*

شهدت الساحة الإعلامية في الآونة الأخيرة طفرة نوعية، حيث جعلت المعلومة أو الخبر يؤثر بشكل سلبي أو إيجابي في عقلية المتلقي. فالإنسان على هذه البسيطة ومنذ أن خلقه الله كان هدفه في هذه الحياة اكتساب معارف وعلوم مختلفة ومتعددة حتى تكون سبباً في تحقيق ذاته ونشر السلام بينه وبين جميع سكان الأرض رغم اختلاف المعتقد والدين. إلا أننا نجد ومع تطور العلم وتعدد مشاربه أن الانسان أصبح يعيش في صراع مستمر مع الآخر، من خلال فكرة المضاد سواء كان على المستوى السياسي أو الثقافي أو الأمني أو الاقتصادي، لأن الفكر أصبح يتأثر بتأثر المعتقد، فالإنسان الغربي يسوق لجملة من التناقضات التي تضرب في عمق الدين الإسلامي باعتباره دين الصراع والعنف ونشر كلمته عن طريق السيف والسماء. متناسين أن النبي عليه السلام أرخ للسلم العالمي وحب الخير. هذا خلق نوعاً من التناقض؛ لأن الغرب في الأصل هم من يسوقون لجملة من الأفكار الظاهر منها إيجابي والحقيقي منها سلبي كدس السم في العسل، فهم يروجون للحروب والصراع وامتلاك الحكم والسلطة والغلبة، وهم متأكدون أن الإسلام إن علا فسيكون المسيطر، وهذا سيخلق نوعاً من التهديد لمصالحهم التي ستعرف الزوال. والاندثار. الحرب الإعلامية تروج لجملة من الأفكار غير البريئة والمدروسة مسبقاً. مركزة في أهدافها بعيدة المدى في مقاصدها. لأن الغرب ينشرون المعلومات والاشاعات التي تستهدف الجميع عن طريق القوى العظمى المالكة للتكنولوجيا المتطورة، والأسلحة الفتاكة وهي ممارسات تتنافى مع الرسالة السامية التي تدعو للسلام العالمي. إن الغرب هدفهم من إطلاق العنان للتكنولوجيا الحربية، التأثير في الأمن السياسي، وفيه يتأثر الكائن البشري الميال بطبعه إلى الاستقرار عن طريق الحرب الإعلامية في الاقتصاد الذي هو مركز الرقي والازدهار، وأمن الدولة. وعليه، فالدول الإسلامية أو دول العالم الثالث مستهدفة من الحرب الإعلامية التي تسعى للوصول لأهداف استراتيجية. وكما للحرب إيجابيات لها سلبيات الأساس منها النيل من معنويات الشعوب البسيطة والتأثير فيها بطريقة سلبية.

*كاتبة من المغرب

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة