الصباح الجديد – متابعة :
يعد قطاع السياحة في مصر أحد اهم القطاعات الداعمة للاقتصاد المصري، لكن التهديدات الأمنية التي واجهتها مصر في السنين القليلة الماضية أدى الى تأثر هذا القطاع بنحو كبير، واليوم يتعرض هذا القطاع الى مشكلة جديدة تتعلق بفيروس كورونا.
وكانت السياحة في مصر، والتي تعد من أهم مصادر النقد الأجنبي في البلاد، قد شهدت تراجعا حادا عقب إسقاط تنظيم الدولة الاسلامية لطائرة روسية بعيد إقلاعها من منتجع شرم الشيخ (على البحر الأحمر) ما أسفر عن مقتل 224 شخصا كانوا على متنها في تشرين الأول/أكتوبر 2015.
وأوقفت روسيا، التي يمثّل مواطنوها النسبة الغالبة من السياح القادمين إلى مصر من أوروبا، كل رحلاتها الجوية الى مصر عقب هذا الاعتداء.
وبرغم أن موسكو استأنفت رحلاتها إلى القاهرة في نيسان/أبريل 2018 الا أن الرحلات الى شرم الشيخ لاتزال معلقة.
وعادت السياحة للانتعاش مجددا في العام 2018 اذ ارتفع عدد السياح الذين زاروا مصر في ذلك العام 11,3 مليون سائح، حسب آخر الإحصاءات الرسمية. الا ان عدد السياح لم يصل بعد الى الذروة التي بلغها في العام 2010 عندما بلغ أكثر من 14 مليون سائح.
ومنذ الإعلان عن أول اصابة بكورونا المستجد في مصر في منتصف شباط/فبراير الماضي حتى اليوم بلغ عدد المصابين 55 شخصا من بينهم 45 كانوا على متن باخرة تقوم برحلة في النيل بين أسوان والأقصر (جنوب) وتقل سياحا فرنسيين وأميركيين وهنود.
وسجلت مصر الأحد أول وفاة بسبب الفيروس إذ فارق سائح ألماني الحياة في مدينة الغردقة على البحر الاحمر.
ويشير الخبراء الى أن تدابير السفر الوقائية التي تفرضها دول عديدة على مواطنيها ستؤدي بالضرورة الى انخفاض حركة السياحة الوافدة الى مصر خصوصا من الدول العربية.
وحتى الآن، أوقفت الكويت والسعودية الرحلات الجوية من والى مصر وقامت مصر للطيران بوقف مماثل لرحلاتها الى هاتين الدولتين. كما حظرت قطر دخول المصريين بشكل مؤقت وردت القاهرة باجراء مماثل تجاه المواطنين القطريين.
وتقول عادلة رجب المستشار الاقتصادي السابق لوزير السياحة المصري «بالتأكيد ستؤثر الإجراءات والاحتياطات التي تتخذها الدول نتيجة كورونا في حركة السفر حول العالم وبالتالي السياحة».
وترى رجب أن مصر لن يكون لها نصيب كبير من مردودات تفشي الفيروس، خصوصا «أنها من أقل الدول التي ظهرت بها حالات إصابة».
ولكن رجب أكدت لفرانس برس أنه «يصعب التنبؤ في الوقت الحالي» بحجم التأثير السلبي على قطاع السياحة.
وأضافت «ربما نستطيع أن نحكم على الموقف على ضوء حجوزات أعياد الفصح في ابريل (نيسان)».
وقال إلهامي الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية في مصر سابقا ورئيس احدى مجموعات السفر والسياحة «سنخسر السائحين العرب في الوقت الحالي خاصة القادمين من الكويت والسعودية».
وأضاف لفرانس برس «هناك بالفعل إلغاءات لحجوزات من جانب السياح الأجانب لكن بشكل طفيف حتى الآن».
وتابع «الايطاليون والصينيون ألغيت حجوزاتهم ولكن ما يزال لدينا السياح الأميركيون والبريطانيون والاستراليون والسياح القادمون من دول أميركا الجنوبية».
كما أفادت إحصاءات البنك المركزي المصري بارتفاع إيرادات السياحة لتسجّل خلال العام المالي 2018/19 نحو 12,6 مليار دولار مقابل قرابة 10 مليارات دولار في العام المالي السابق له.
وتوقعت منظمة السياحة العالمية أن يتسبب فيروس كورونا المستجد في «انخفاض عدد السياح الدوليين في العالم في عام 2020 بنسبة تراوح بين 1٪ و3٪».
وأضافت، على موقعها الرسمي، أن ذلك «يمكن أن يترجم إلى خسارة ما بين 30 إلى 50 مليار دولار في إنفاق الزوار الدوليين (إيرادات السياحة الدولية)».