رعد العراقي
في لقاء يمثل المنعطف الاكثر اهمية في سباق التأهل المباشر عن المجموعة الاسيوية الثانية المؤهلة الى نهائيات كاس العالم 2026 يلتقي اليوم منتخبنا الوطني شقيقه المنتخب العماني ضمن الجولة الاولى للمرحلة الثانية على ميدان ملعب مجمع السلطان قابوس الرياضي في العاصمة العمانية مسقط يتطلع فيه الفريقان الى اقتناص ثلاث نقاط ستضعهم على سكة الوصول للمونديال.
المباراة من المتوقع ان تشهد صراعا فنيا وبدنيا بين منتخبين الاول تشبث بأمل البقاء في دائرة المنافسة بعد ان انتزع نقاط مباراته امام المنتخب الفلسطيني بالدقائق الاخيرة ثم انتشى بخبر نهاية مباراة الاردن والعراق بالتعادل السلبي ليقلص فارق النقاط معهم الى نقطتين فقط، في حين الثاني متحفز لتعويض تعثره وهو يحمل على كتفه امال جماهيره التي صدمت بضياع فوز كان بمتناول اليد ومعها التمسك بوصافة المجموعة بفارق نقاط مريح لو انه استثمر الارض والجمهور وقدم لاعبيه اداء فنيا متوازنا.
لا نريد ان نضع الملاك التدريبي واللاعبين تحت الضغط والشحن النفسي بقدر ما نعيد تفعيل الاحساس بالمسؤولية وزيادة جرعة التحفيز بتوازن لا يفقدنا التركيز الذهني والضبط الانفعالي وتوظيف الجانب البدني للسيطرة على رتم اللقاء وامتصاص حماسة المنافس ومحاولة اخراجه من اجواء المباراة ثم استغلال الثغرات للقيام بطلعات هجومية فاعلة تربك حساباتهم وتجبرهم على ارتكاب الاخطاء والتردد في زيادة الزخم الهجومي.
صراع اخر ستشهده المباراة من خلال المنطقة الفنية لكلا الفريقين وخاصة ان جميع الاوراق باتت مكشوفة ونقاط القوة والضعف لم تعد خافية عن حسابات المدربين اما نوايا الفوز فهي كذلك تمثل عامل مشترك يحاول كل طرف ان يجد مفاتيح الوصول اليه بدهاء تكتيكي سيكون أقرب الى محاولة تجهيز الفخاخ الفنية ونصبها على ارض الميدان لاصطياد كلا منهما الاخر.
من الاهمية بمكان ان نلفت انتباه الملاك التدريبي الى ثلاث مسائل ربما تكون غائبة عن الاذهان الاولى تتعلق بضرورة مغادرة اللاعبين لكل مخلفات مباراة الاردن الاخيرة من خلال ضبط التحكم الانفعالي بالاداء والسيطرة وعدم التسرع في انهاء الهجمات بدافع الخوف من ردات الفعل بعد المباراة، والثانية هي استثمار الاوراق الرابحة وزجها باوقات مناسبة بعيدا عن تاثير الاسماء الاساسية فليس المهم بمن تبدأ المباراة، بل الاهم ان تفاجأ خصمك ببدلاء قادرين على احداث الفارق وتربك كل خططه، اما الثالثة فهي (الأنا) التي باتت تسيطر على اللاعبين عند مواجهة المرمى وتسبّبت في ضياع العديد من الاهداف المحققة، وحان الوقت للقضاء عليها وتنشيط مؤشر التعاون والاداء الجمعي بانهاء اي هجمة لمن هو اكثر ضمانا للتسجيل عندها فقط يمكن القول ان الاسود ستعود من أرض مسقط وتسود!.