متابعة الصباح الجديد:
صدر حديثًا عن دار المدى كتاب «رفعة الجادرجي» للكاتبة بلقيس شرارة، ترصد فيه سيرة حياة المعماري العراقي رفعة الجادرجي، وأهم أعماله في العمارة والتنظير لها.
تقول المؤلفة: هذا الكتاب عن رفعة الجادرجي كمعماري، ومنظر وكاتب وفوتوغرافي، عن رفعة الذي كان في سباق مع الزمن. كان رفعة يؤمن بعبثية الوجود، ولا يؤمن بالطقوس، لكنه يحترمها، فالحياة قصيرة مهما طالت، وعلينا أن نقبل الواقع، فلكل شيء نهاية، كما قال الكاتب والخطيب الروماني، ماركوس ترليون شيشرون «علينا أن نقبل أن الحياة قرض أعطي لنا من قبل الطبيعة، من دون تاريخ محدد، وأن دفع هذا القرض ربما يطلب منا في أي وقت»، لذا نشعر بسبب تقدم العمر بالخسارة، ولا نلتفت إلى ما كسبناه أبدًا. والمهم هو ما الذي تركه الإنسان من إرث ليكون درسًا تتعلم منه الأجيال. اكتشفت بعد إنجاز كتابي هذا جوانب أخرى لم أتناولها من شخصية وسيرة رفعة، من بينها محاسبة نفسه حد القسوة، والاعتراف بفشله في السيطرة التكوينية في بعض مشاريعه التصميمية ذاكرًا ذلك: «لحداثة خبرتي في السيطرة على مشاريع كبيرة تخرج من عالم التكوين الورقي إلى حيز التنفيذ الحقيقي لأول مرة في ممارستي». ويعترف أن «في كل سطر كتبته، بل في كل خط رسمته، كانت ثمة مؤثرات… أنا معماري فحسب، أسمع كلام الناس وأنصت إليهم، أدرس تراثهم وأحزن وأفرح معهم، بمعزل عنهم ومعهم، أتعرف على التكنولوجيا المعاصرة، أنا فرد متشخص ومتفرد، وأنا واع في التشخيص الذي أتمتع به وأقصده. وبانفراد، أقوم بصهر هذه المعطيات». وتميز رفعة بالقدرة على التركيز والدقة في التعبير وحرية البحث والتقصي، مما أعانه على تنظيم حياته ومساره الفكري.