مرت الأيام الاولى في تسنم الكابتن أحمد خلف مهمة تدريب فريق القوة الجوية ثقيلة، فهو المدرب الباحث عن المجد التدريبي مع العريق سيما قبل لقاء السوبر امام الغريم التقليدي الزوراء، والفريق الجوي بطل الموسم الماضي كان يمني النفس ببداية ايجابية وتحديدا من الموقعة التي تجمعه بالمنافس التقليدي الزوراء وان كانت من دون جمهور.
خسر الجوية المباراة بهدف، وكان الدنيا قامت ولم تقعد، تعرض المدرب الطموح إلى سيل من الانتقادات، حتى ان الاستقالة التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت «مزورة» على حد قولها، فيا ترى إلى اي حال وصلت أحوال سمعة كرتنا، بل وكيف يتم تزوير استقالة مذيلة بتوقيع مدرب لفريق كبير كالجوية؟!.
احمد خلف الذي اثبت نجاحه التدريبي في محطات سابقة مدربا مساعدا ثم مدرب أول ووصل إلى ان يكون ضمن الملاك التدريبي للمنتخب الوطني لكرة القدم معتمدا في ذلك على شجاعته وفكره الشبابي المتجدد واتلزامه بمعايير التدريب الحديثة وتعزيزها بالحصول على شهادات التدريب العليا المعتمدة قاريا، لم يهتز لإملاءات بعض من الجمهور الجوي، بل كان ثابتا من منطلق قوته وتوقيعه لعقدا رسميا مع إدارة الجوية، فهو يتعامل وفقا لآطر قانونية، لا لمزاجيات بعض من الجمهور الذي لا يؤمن بمبدأ الفوز والخسارة وهذا حال كرة القدم!.
نرى أن أحمد خلف المدرب يحتاج إلى الدعم الاضافي إداريا ومن جماهير الصقور التي تعشق فريقها باخلاص من دون ان تتدخل في الجانب التدريبي الفني الذي يبقى حصرا بيد إدارة النادي ولجانها التقويمية في الاشراف على المدربين الذين يعملون في قيادة العريق.
ولعل البداية في دوري الكرة والفوز بالنقاط الست من مواجهتي فريقي القام وسامراء، ما هي الا إنطلاقة واثقة للصقور في رحلة الحفاظ على اللقب المحلي، كما نأمل ان تكون بابا لعلاقة ود حميمة بين المدرب والجمهور، كما نؤكد ان الازرق يترقب تمثيل العراق بشكل مشرف في المحافل الخارجية، وهذا يتطلب التركيز وابعاد الفريق عن ما يعكر صفو التحضيرات، هنا يجب ان تتدخل إدارة النادي وتفصل الصيف عن الشتاء، فلا تدخلات جماهيرية في عمل المدرب ولا يعترض طريقه أحد، ما دامت الإدارة باحثة عن النجاحات لفريقها العريق.
تحية للمدرب أحمد خلف الذي تعامل بكياسة معروف بها مع ما مر به من ظروف في التعامل مع جمهور صعب المراس كانصار الجوية، فكان مثالا للمدرب الصبور، الساعي إلى تحقيق النجاح، فهو كما يرفع شعار «دع عملك يتحدث عنك» كما في محطاته السابقة التي كانت محط فخر واعتزاز كبيرين.
فلاح الناصر