احلام يوسف
هناك الكثير من المشكلات النفسية التي تصيبنا ونجهل اصابتنا بها وأي معلومة تخصها، من ضمنها ما يسمى عقدة اطلس “البحث عن المعاناة في حمل ثقل يسحقنا تحته” وتصيب الشخص الذي يتعمد وضع نفسه تحت ظروف سيئة أو تحت ضغوطات ساحقة ويتحمل أشياء أكثر من طاقته لكي يبدو شهما يصارع القدر.
كلنا نطمح لسماع كلمات المديح، ولعب دور البطولة في حياة الاشخاص الاخرين، لكن وككل الاشياء ان زاد الامر عن حده الطبيعي تحول الى عقدة نفسية. هناك اشخاص كثر تحدثوا الينا فيما يخص هذه العقدة اولهم ناهدة عزيز التي قالت: “احاول منذ مدة التخلص من هذه العقدة وبدأت بالامور البسيطة، لاني اكتشفت ان لا احد يستحق اهتمامي ومراعاتي الا نفسي”.
ويقول رافد مصطفى: “هذا هو الشخص نفسه الذي عندما يحتاج الى صديق او قريب لن يجد احد يعينه ويمد له يد المساعدة، فقد عود المحيطين به على انه من يقدم الخدمات لهم وليس من يطلب، ويشبه الى حد بعيد من يجد اصدقاء كثر حوله في اوقات فرحه، وبمجرد ان يشعر بالحزن الكل يبتعد عنه لانهم يريدون ان يبقى مصدر فرحهم وضحكهم ولا يريدون تحمل جزء من المسؤولية تجاهه كصديق”.
واستغربت ريا طاهر، الامر اذ قالت: “اول مرة اعرف ان زوجي لديه هذه العقدة، واظنها مركزة، لانه حتى في اثناء سيره في الشارع اذا سمع اثنين يتحدثان عن مشكلة في مؤسسة ما او يرغبان بشراء شيء لم يعثرا عليه في السوق فلديه استعداد ان يعرض عليهم خدماته، صار بالنسبة لاهله واقاربه المنقذ في كل الظروف حتى صاروا يمتعضون ويتهمونه بشتى الاتهامات اذا تجرأ يوما واعلن عدم استطاعته القيام بامر ما، برغم ان هذا ربما حدث مرة او مرتين”.
عناد سالم ذكر ان الانسان بطبيعته يشعر بسعادة لحاجة الاخرين اليه، لكن المصابين بعقدة اطلس يكون الامر مبالغ فيه عندهم، انا اعرف امرأة ربت اخوتها واخواتها بعد وفاة امها ولبت احتياجاتهم جميعا، وبرغم المسؤولية الكبيرة التي تولتها الى جانب ابيها، الا انها كانت في قمة السعادة، وهي ترى انهم لا يستطيعون فعل شيء من دون اللجوء اليها لمساعدتهم، هذه المرأة اصيبت بكآبة حادة بعد ان كبروا وتزوجوا جميعا، لانهم لم يعودوا بحاجة اليها، برغم انهم كانوا اوفياء لها وتوسلوا اليها ان تعيش مع احدهم كي لا تشعر بالوحدة، الا انها رفضت وكأنها تريد ان تشعرهم بالذنب لانهم لم يعودوا محتاجين لها”.
جميل ان نقدم خدمة للاخرين، لكن الاجمل عندما يرافقها التوازن، وان لا نضغط على انفسنا من اجل تأدية خدمة لاحد ما، فكلنا نعرف اننا محدودي القدرة لا نستطيع فعل كل شيء بالطريقة المثلى، لذا فعندما نعجز عن تقديم خدمة ما نتقبل الامر ولا نحوله الى مشكلة، وايضا يجب ان نعي ان محبة الاخرين لنا، قيمتها عندما تكون غير مشروطة.
سعينا لخدمة الاخرين يمكن ان يتحول الى “عقدة اطلس”
التعليقات مغلقة