المحفزات لا تزال باقية
الصباح الجديد ـ متابعة:
تراجعت أسعار النفط الخام، بسبب المعنويات السلبية المهيمنة على السوق جراء توقعات تباطؤ الطلب، واستمرار زيادة وتعزيز المعروض النفطي.
وقال مختصون ومحللون نفطيون إن أسعار النفط الخام تراجعت عن مكاسبها السابقة وانخفضت على أثر ارتفاع الدولار الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع أسعار النفط، إضافة إلى تأثير المخاوف المتعلقة بشأن الطلب العالمي وانعكاسها بالسلب على معنويات السوق.
وأوضح المختصون أن العوامل الإيجابية ما زالت باقية في السوق ولها تأثيرها المقاوم للانخفاضات ومنها إعلان الصين عن زيادة واردات النفط الخام في الشهر الماضي ما كبح الضغوط على الطلب إلى جانب انتشار اللقاحات وحدوث تراجع نسبي في إصابات كورونا في بعض الدول، ما يتيح عودة الأسعار إلى طريق المكاسب.
وأكد سيفين شيميل مدير شركة “في جي إندستري” الألمانية أن التقلبات السعرية وتذبذب مسار الأسعار هو السمة الأكثر شيوعا في السوق النفطية، موضحا أنه على الرغم من أخبار واردات النفط الخام الصاعدة من الصين فقد عكست أسعار خام برنت مسارها وانخفضت تحت ضغوط واسعة ناجمة عن ارتفاع سعر الدولار الذي يكبح أي مكاسب نفطية ويجعل شراء الخام أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى. وأوضح أن المخاوف بشأن استقرار المعروض النفطي تقلصت على نحو واسع حيث يطمئن السوق إلى وفرة الإمدادات خاصة مع قرار مجموعة المنتجين في “أوبك+” الاستمرار في برنامج تعزيز الإمدادات على أساس شهري بنحو 400 ألف برميل يوميا وتأجيل التفكير في اقتراح الإدارة الأمريكية بإجراء زيادة أوسع لوقف صعود أسعار البنزين التي تثقل كاهل المستهلك الأمريكي.
من جانبه، قال روبين نوبل مدير شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات، إن تحسن مؤشرات الطلب في الصين هي علامة مطمئنة على مقاومة الاتجاهات الهبوطية في أسعار النفط الخام خاصة مع جهود احتواء انتشار متغير دلتا من فيروس كورونا في البلاد، مبينا أن الصين سجلت ارتفاعا في وارداتها النفطية في آب.
وأشار إلى أن تخفيض أسعار النفط الخام السعودي الذي يتم تصديره إلى الأسواق الآسيوية جاء بناء على تقديرات ورؤية عميقة لوضع الطلب المتعثر في الفترة الحالية جراء تجدد الإصابات بالجائحة في عديد من الدول الآسيوية الرئيسة التي تعد محاور وركائز الطلب في القارة.
من ناحيته، أوضح ماركوس كروج كبير محللي شركة أيه كنترول لأبحاث النفط والغاز أن أزمة الإنتاج الأمريكي لم يتم تجاوزها بعد، مبينا أن بعض الدعم لأسعار النفط الخام جاء من الانقطاعات الإنتاجية المستمرة في خليج المكسيك الأمريكي التي لا تزال تكافح لإعادة جزء كبير من إنتاجها من النفط الخام بعد أكثر من أسبوع على اندلاع أزمة إعصار إيدا.
وأشار إلى أن حجم الإغلاقات في المصافي والمنشآت النفطية الأمريكية كان كبيرا للغاية وتجاوز 80 أو 90 في المائة وبالتالي فإن مرحلة التعافي قد تحتاج إلى وقت غير قصير خاصة في المنشآت التي تضررت بالفعل من الإعصار القوي ولكن هناك جهود حثيثة من المصافي لاستعادة الإنتاج بشكل طبيعي في أقرب فرصة، حيث تشير التقديرات إلى أن التعافي قد يستغرق نحو ثلاثة أسابيع.
بدورها، ذكرت مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة أجركرافت الدولية أن أسعار النفط الخام شهدت تراجعا بعد موافقة مجموعة المنتجين في “أوبك+” على إبقاء اتفاقية الإنتاج الحالية سارية مع الحفاظ على زيادة شهرية بنحو 400 ألف برميل يوميا لشهر تشرين الأول المقبل لكن المحفزات موجودة لإعادة الأسعار إلى وتيرة المكاسب مرة أخرى.
وأوضحت أن متغير دلتا لفيروس كورونا تسبب في عمليات إغلاق واسعة النطاق ومخاوف من ركود اقتصادي واسع ولكن تتطلع السوق إلى حدوث عديد من التطورات الإيجابية التي تحول أسواق النفط إلى الاتجاه الصعودي بعد نجاح متوقع في جهود السيطرة على الوباء، مشيرة إلى بيانات صادرة عن “ريستاد إنرجي” تؤكد أن صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة في طريقها للتعافي.
وفيما يخص الأسعار، نزلت العقود الآجلة لخام برنت دولارا إلى 71.22 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس، بعدما هبطت 39 سنتا أمس الأول.
وبلغ خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم تشرين الأول (أكتوبر) 68.53 دولار للبرميل بانخفاض 76 سنتا ما يعادل 1.1 في المائة عن إغلاق الجمعة.
لكن أسعار النفط تلقى دعما من مؤشرات اقتصادية قوية في الصين واستمرار تعطل إمدادات أمريكية بسبب الإعصار إيدا.
وكشفت بيانات جمركية أن واردات الصين من النفط الخام زادت 8 في المائة في آب عنها قبل شهر، إذ استأنفت شركات التكرير المشتريات عقب سلسلة من مخصصات الاستيراد الجديدة.