الصباح الجديد ـ متابعة:
تسارع معدل التضخم في تركيا للشهر الثاني في تموز الماضي، مدفوعا بأسعار الغذاء والطاقة، ما قلل من احتمالية خفض سعر الفائدة خلال الصيف، وهو الهدف الذي يسعى إليه رئيس البلاد، رجب طيب أردوغان.
وبحسب مسح أجرته وكالة “بلومبيرج” للأنباء، ارتفعت مكاسب أسعار المستهلك لتصل إلى 18.95 في المائة بعد أن بلغت 17.53 في المائة خلال حزيران ،في نسبة تأتي أعلى من متوسط تقديرات المحللين البالغة 18.6 في المائة.
وارتفعت الأسعار 1.8 في المائة عما كانت عليه في حزيران.
من ناحية أخرى، ارتفعت أسعار الطاقة 21.51 في المائة عن العام السابق، مقارنة بـ17.3 في المائة في حزيران ، بسبب ارتفاع أسعار النفط.
كما أظهر مؤشر التضخم الأساسي ارتفاع الأسعار – باستثناء البنود المتقلبة مثل الغذاء والطاقة – 17.22 في المائة بصورة سنوية، بانخفاض عن 17.5 في المائة، التي تم تسجيلها خلال الفترة نفسها.
وكان البنك المركزي التركي، رفع الخميس الماضي توقعاته للتضخم بنهاية العام في البلاد إلى 14.1 في المائة، مقابل 12.2 في المائة في تقريره السابق.
على صعيد آخر، تواصلت موجة الحرائق في تركيا لليوم السابع، فيما تسارع حريق هائل باتجاه محطة حرارية لتوليد الكهرباء في وقت يعمل فيه مزارعون على جمع قطعان الماشية المذعورة وسحبها باتجاه الشاطىء.
وتواجه البلاد، التي يبلغ عدد سكانها 84 مليون نسمة، الحرائق الأكثر فتكا منذ عقود، وقد قضت على مساحات واسعة من الغابات والأراضي الزراعية الغنية الممتدة على سواحل البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجه.
واضطر سياح خائفون إلى الهروب من الفنادق والمنتجعات على متن قوارب بحثا عن الأمان، تزامنا مع إخلاء عشرات القرى، بعدما أدت الرياح العاتية والحرارة المرتفعة إلى تمدد ألسنة اللهب بسرعة.
وشوهد في مدينة مرماريس الساحلية مزارعون انهمكوا في إنقاذ المواشي من حظائر محترقة وعملوا على دفعها باتجاه الشاطئ الآمن نسبيا.
وتتزامن الحرائق مع سيطرة موجة قيظ قياسية على جنوب شرق أوروبا، يربطها مسؤولون في دولة اليونان المجاورة، حيث اندلع حريقان صغيران، بعامل تغير المناخ.
وأدى ارتفاع درجات الحرارة، التي تجاوزت 40 درجة مئوية في جنوب تركيا، إلى زيادة الضغط بشكل غير مسبوق على التيار الكهربائي، ما تسبب في انقطاعه الإثنين في مدن كبرى، بينها أنقرة وإسطنبول.
وبحسب “الفرنسية”، ربطت وزارة الطاقة انقطاع الكهرباء بعوامل شبيهة بالجفاف الذي أدى الى انخفاض مستوى المياه في السدود المسؤولة عن توليد الطاقة و”معدل قياسي” في الاستهلاك جراء ارتفاع درجات الحرارة.
وأبدى رئيس بلدية مدينة ميلاس الساحلية، قلقه إزاء ما قد يحصل في حال اندلاع حريق، من دون السيطرة عليه، وما قد يرتبه من تصاعد لسحب الدخان في المنطقة، حيث توجد محطة حرارية لتوليد الكهرباء.
ونشر محمد توكات رئيس بلدية ميلاس، سلسلة تغريدات تظهر تمدد الحرائق باتجاه موقع المحطة القائم على تلة. وقال في مقطع فيديو يظهر الحرائق “إنه موقع مهم جدا”. وفي تغريدة أخرى نشرها بعد ساعة، كتب “وصلت النيران إلى المجمعات السكنية”، موضحا أن “تجاوز (النيران) لهذا التل يعني أن الحريق سيأخذ بعدا جديدا كليا”.
وتوكات عضو في أبرز أحزاب المعارضة في تركيا وواحد من مجموعة متزايدة من الأصوات المنتقدة لطريقة استجابة الرئيس رجب طيب أردوغان للكارثة.
وعرضت تداعيات الكارثة أردوغان إلى موجة انتقادات لاستجابته التي بدت بطيئة ومنفصلة عن الواقع.
وتعرض كذلك لانتقادات شديدة، خصوصا نهاية الأسبوع، لرميه أكياس الشاي للسكان أثناء قيامه بجولة في إحدى المناطق الأكثر تضررا، فيما رافقه عدد كبير من عناصر الشرطة.