اثنا وستون بطولة لنادٍ عمره أربعة وستون عاما، لايوجد فريق كرة قدم في العالم بطولاته تقترب من سنين عمره مثل الهلال زعيم الكرة السعودية ومارد اسيا الازرق، وعندما (تُضْرَبْ الامثال ولاتقاس) نقول ان بريطانيا هي الإمبراطورية التي لاتغيب عن ممتلكاتها الشمس، والهلال ببطولته السابعة عشر للدوري السعودي هو القلعة التي لاتغيب عن خزائنها الكؤوس، فبأسوء احواله تفوق على الجميع.
معظم الدوريات العالمية الكبرى تغير ابطالها عن الموسم الماضي ، أتلتيكو في اسبانيا، ليل بفرنسا، السيتي بانجلترا، انترميلان في أيطاليا ناهيك عن معظم دورياتنا العربية الا الهلال احتفظ بلقبه وسطوته وليست الألقاب من تكسب المجد للهلال، بل الهلال هو من يكسب الألقاب مجداً والدليل أن الهلال في وقت من اوقات معاناته هذا الموسم الصعب قال للدوري المحلي اذهب الى منافسي الشباب او غريمي الأهلي أو حتى لخصم الزمن الجميل الاتحاد لكن دوري كأس محمد بن سلمان يأبى ويرد لااريد بطلا يتوج بتاجي غيرك، وفي اسيا قال الهلال للقارة الصفراء «تكفيني بطولاتي الثلاث» احتاج استراحة محارب لهذه النسخة من دوري الابطال لكن اسيا تجيب بصرخة لا يوجد زعيم في مملكتي غير الهلال، الاقدار والحظ تقف مع الموج الازرق وتنقله إلى الدور الثاني رغما عن الجميع. وانا الهلال لم تأتي من فراغ عندما كتبتها أنامل (ود):
«أنا العناد أنا الطموح أنا الامل، أنا الغريب أنا المريب أنا الجدال ، أنا القوي أنا الزعيم أنا البطل ، انا الوقوف برغم الظروف أنا الهلال.. من قال لك أبغى تجيني بالسهل» وأخر السطر نقرأ «وأنا اللي سماني الملك نادي الهلال».
وإذا بلغ القمة نظر إلى السماء ليثبت الله أقدامه عليها ووجه انظاره إلى السفح ليرى من عاونه فى الصعود إليها، وليس هناك غير جمهوره العريق ونشيده الذي يهز الاعماق (زعيم عشقناه منذ القدم شعار علم .. يا هلال). هذه حكاية الهلال هذا الموسم، عظمته ليست في عدم سقوطه ابداً انما في نهضته الساحقة المدمرة كلما سقط.
- ميثم عادل
- مدرب وناقد رياضي