بغداد – سمير خليل:
كرنفال معرفي جمالي، توزعت فيه طوابير الكتب كما تتناثر الأزهار في الرياض الرحيبة. تحت أعين شهريار وشهرزاد، اكتضت حدائق ابي نؤاس في بغداد بالزوار الذين حملهم شغف القراءة ومتعة الكتب، ” أنا عراقي..أنا اقرأ” تقليد معرفي سنوي يقام للمرة الحادية عشرة وسط تزايد أعداد الكتب مثلما تزايدت جموع الزائرين، في مهرجان ” أنا عراقي..أنا اقرأ” كنا هناك بين الحشود والتقينا بالصحفي علي قيس لطيف عضو منظمة أنا عراقي أنا اقرأ، ليحدثنا عن هذا الكرنفال فقال:
هذه المنظمة معنية بتوزيع الكتب بكافة أنواعها مجانا، هذا الموسم هو الموسم الحادي عشر، كل عام لدينا تزايد بوتيرة الكتب، مثلا العام الماضي وزعنا 40 ألف كتاب وهذه السنة 45 ألف، وإن شاء الله العام القادم سنوزع كتبا أكثر. الموسم الماضي نظمنا المهرجان في أكثر من محافظة، الموصل والحلة والبصرة والانبار، وبزخم كبير من الحضور من الجنسين وكل الأعمار، بالنسبة للقراء، وإن كانوا قليلين فبالتأكيد سيزيد عددهم، نحن متأكدون أن من يأخذ كتابا سيعود ليأخذ كتبا أخرى ليقرأها، مجتمعنا بحاجة للكتاب، بحاجة للقراءة، وهذا يساهم بسعة الأفق وينور الفكر، ليس هناك رقابة على الكتب بأنواعها، ولكننا نحظر التعامل بالكتب البعثية مثلا، أما الكتب الأخرى، فهي متاحة بكل أنواعها وموضوعاتها، الإنسان حر فيما يقرأ”.
وأضاف: مصادرنا التي تزودنا بالكتب هي المكتبات ودور النشر والمواطنين، البعض منهم لديهم كتب توارثوها، أو من يريد السفر، من يأتي لمهرجاننا له مطلق الحرية بأخذ عدد من الكتب، ولكن: من المعقول أن يأخذ ما يفيده فقط، ويترك المجال للآخرين؟ والناس أحرار في هذا الأمر، لأن الكتب كثيرة. كذلك تمت اليوم مراسم توقيع ثلاثة كتب، ولوحات تشكيلية عن المهرجان ومسابقة للأطفال، تضمنت فعاليات مشوقة مع توزيع مطبوعات خاصة بالأطفال، حضور حواء كان لافتا وهن يزدن عاما بعد عام، كذلك الأعمار من الجيل الجديد، وهناك طلبة يأتون للبحث عن مصادر دراسية مجانية”.
وعن بداية هذا المهرجان ختم:
انطلقت فكرة إقامة هذا المهرجان عام 2010، وفي ظروف مرتبكة، اجتمع مجموعة من الشباب القراء والصحفيين لديهم علاقات مع اتحاد الأدباء، قرروا أن يساهموا في نشر الكتاب من خلال أخذ الكتب القديمة والزائدة عن الحاجة لتوزيعها على الناس، كان عدد الكتب قليلا جدا قياسا باليوم، فلم يتجاوز عدد الكتب آنذاك عن الـ 300 أو 400 كتاب، خلال فعالية صغيرة محدودة، وبدأت تتسع مع تواصل الناس معنا، ونحن نمتلك مقرا ثابتا في بغداد ومنظمتنا مسجلة رسميا”.
إحدى الشابات من زوار المهرجان اختصاصها أنثروبولوجيا وعلم الاجتماع، عن حضورها قالت:
أنا أحب القراءة، لودي حب أن أخزّن الكتب وأقرأها، أنا اقرأ حسب الكتاب الذي بيدي، محتواه هو من يجذبني وليس العنوان، هذه هي المرة الثانية التي احضر فيها للمهرجان صحبة عائلتي، المهرجان يشكل خطوة ممتازة جدا، وهي تستهدف المجموعة التي تقرأ وليس أصحاب البيجات، هناك من يحضر ويأخذ من الكتب ويحرم الآخرين منها، أنا مثلا وجدت نصوصا أحبها، هم يحملون كتبا لا يهم أن تكون جميلة أولا، المهم يحمل كتبا حتى يبيعها، وأنا لا أحب هذا، اخترت الكتب التي أعجبتني فقط، الشعر الذي جذبني والقصص التي أحببتها ولم آخذ أزيد منها”.
عائلة الأديبة زهرة الخالدي كانت حاضرة في هذه الفعالية، قالت:
نحن مولعون بالكتب، في كل بيت من بيوتنا توجد مكتبة، حتى البيت الكبير الخاص بعائلتنا هناك مكتبة، يمكن على خطى الوالد الذي يحمل أفكارا شيوعية، دائما نحن متواجدون في شارع المتنبي. وأي تظاهرة أو مهرجان، نحاول أن نكون متواجدين، نحن حاضرون في هذا المهرجان في كل مواسمه، وحتى حين يقام مرتين، في الخريف والربيع، فنحن موجودون، مثلما نترقب موعد معرض الكتاب الخاص بمؤسسة المدى في الرابع من كانون الأول، وكذلك في نهاية أيلول الماضي كان هناك معرض بغداد للكتاب الذي تقيمه وزارة الثقافة.