بطول (2444) متراً.. رئيس الوزراء يدشن المرحلة الاولى من ميناء الفاو الكبير

البصرة – الصباح الجديد

أكدت وزارة النقل أن النفق المغمور هو البذرة الأساسية لطريق التنمية، وفيما أوضحت أهميته الاستراتيجية لميناء الفاو، بينت سبب اختيارها النفق المغمور بدلا عن الجسور.

وقال وزير النقل رزاق محيبس السعداوي خلال مؤتمر صحفي : إن “مشروع النفق المغمور في ميناء الفاو من مشاريع البنى التحتية المهمة؛ كونه سيختصر الوقت والجهد والكلفة من مسافة 200 كيلومتر إلى 62 كيلومترا فقط”، لافتا إلى أن “عملية الغمر للقطع الكونكريتية العشر في النفق المغمور وصلت إلى طول (1226) متراً“.

وأوضح أن “الأسباب التي جعلت وزارة النقل تتجه نحو إنشاء النفق المغمور بدلاً من الجسور تتعلق بكون النفق أكثر أماناً من الجسور، فضلا عن كون التربة الموجودة لقناة خور الزبير تصلح لبناء الأنفاق ولا تصلح لبناء الجسور، إضافة إلى أن القطع البحرية عالية الارتفاع وتحتاج إلى جسور عالية جدا وبالتالي هذه تشكل كلفة اقتصادية كبيرة”، مبينا، أنه “إذا تمت عملية بناء الجسور سوف يتوقف عمل موانئ خور الزبير الاقتصادي والنفطي وسوف يسبب خسارة كبيرة للعراق، لذلك توجهات مجلس الوزراء سارت نحو بناء هذا النفق الذي سيربط ميناء الفاو الكبير بطريق التنمية بعد ربطه بالطريق الدولي السريع“.

من جانبه، قال مدير عام شركة الموانئ العراقية مدير الشركة العامة لموانئ العراق فرحان الفرطوسي: إنه “بعد بدء عملية فتح الماء على النفق المغمور في ميناء الفاو الكبير ستبدأ عمليات الفحص والمراقبة بعدها سيكون هناك استكمال للحفر بالشق الرابط ما بين أم قصر والفاو للبدء بنقل الكتل العشرة ووضعها في مكانها وتبدأ عملية الربط حتى يتم استكمال طول النفق والبالغ (2444) متراً“.

وأضاف، أن “المقتربات في النفق تشكل (28) قطعة لكل جانب فيما يبلغ طول المقتربات (600) متر”، مبينا، أنه “عندما تجتمع المقتربات مع طول النفق تشكل الطول الكلي الذي سوف يربط جانب الفاو وأم قصر عبر الطريق الرابط بين مدخل الفاو ومدينة سفوان“.

وأشار إلى، أن “المواد التي تم رفعها من الحفر والأطيان بلغت (85) مليون متر مكعب وكان من المقرر رفع (110) أطنان من الأطيان“.

بدوره، قال مدير الإعلام والعلاقات في وزارة النقل ميثم الصافي: إن “النفق المغمور يتكون من عشر قطع كونكريتية عملت الشركة العامة لموانئ العراق ومن خلال شركات عالمية متخصصة على بناء تلك القطع داخل حوض البناء كخطوة أولى”، مضيفاً، أنه “تم غمر القطع الكونكريتية والتي عند ربطها مع بعض تكون بطول (1226) مترا للجزء المغمور داخل المياه من أصل (2444) مع المداخل التي ستشكل النفق المغمور“.

وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني دشن الجمعة ، المرحلة الأولى من ميناء الفاو الكبير، بعد سنوات من الجدل والنقاشات، التي أكلت من عمر البلد قرابة 14 سنة، كانت أغلبها صراعات غير عملية وغير نافعة، باستثناء السنتين الأخيرتين، التي تحول فيهما مشروع الميناء  إلى حقيقة، بعد أن كان مجرد حبر على ورق.

وينضم ميناء الفاو الكبير إلى أربعة موانئ أخرى تقع جميعها في محافظة البصرة جنوبي العراق، وسيكون هذا الميناء العملاق بمثابة خط النقل العالمي، الذي ينطوي على أمكانية ربط جنوب العالم مع شماله، وشرقه مع غربه، باعتباره أقرب نقطة بحرية إلى الخطوط البرية الناقلة بين آسيا وأوروبا، علاوة على قصر المسافة والزمن التي تحتاجها في العادة عمليات شحن البضائع والنقل بكافة أشكاله.

وباكتمال المرحلة الأولى من الأرصفة، والتي عددها خمسة، يكون العراق قد فتح بوابة طريق التنمية، الذي يعد بمثابة المشروع الاستراتيجي العراقي القادم، والشريان الاقتصادي الجديد، الذي سيضيف للبلد موارد اخرى رديفة للنفط، فضلاً عن خلق آلاف الوظائف وفرص العمل، وهي جميعها خطط ستضع قدم العراق في المستقبل.

ويعتبر العراق من البلدان التاريخية في سوق النقل والتجارة، ويعود ذلك إلى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، حين خاض السكان العراقيون القدماء غمار البحار، وبنوا أول السفن الشراعية، ورويت عنهم في ذلك مختلف أنواع الأساطير، ابتداءً من العهد السومري ومروراً بمرحلة (طريق الحرير)، حين أصبحت فيها بلاد ما بين النهرين نقطة التلاقي بين الحضارات الصينية والهندية والرومانية، التي أرست قواعد العصر الحديث.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة