عبد الأمير محسن
لا جسدَ يَسَعُ تجاعيدَ الروح ، الملامحُ التي تستجدي البقاءَ لا تكترث ُ لوجودكَ الراحل .
أيامُكَ أرشيفٌ يحتضر
لا صفحة َ تمنحكَ لذّةَ البداية ..
النهاياتُ التي تتسابق نحو السطرِ الأخير
هوامشُ لم تُكتب بعد ..
الوقتُ المُعتّقُ في أوراقك الناصعة
يضُجّ بما تَقدَّمَ منك ..
الصفحاتُ الأقرب لك
تتآكل بما تأخّر ….
صفحة قديمة
غيابُك َ الذي يتكرر بين فواصلَ لا تنتهي ،
لا يمنحكَ وداعا ً آمنا ً ..
ما تبقّى منك ، أوراقُ سفر ٍ ليست صالحة ً للمرور .
صفحة صفراء
تؤجّل – دائما ً –
اعترافكَ بخطيئاتٍ صاخبة ..
الاختباءُ في تقاويم رأسكَ
لا يمنحك الإذْنَ بموت ٍهادئ ..
لذلك في صفحةٍ ما .. تجد بقاياك التي تنتظر …
صفحة ما
اللحظاتُ التي تُوهِم بهواء الشرفات
لم تختنق بعدُ برائحة الحِداد ..
أسماؤكَ المراهقة
مازالت تسرق منك عزلة ً شهيّة ..
ابتسامتُك التي لا تغادر ، انتماءٌ لا يشيخُ لحزن ٍ مبكر ..
صفحة ممزقة
لا ربَّ يموتُ غداً ..
ما بينكَ وحياة أخرى
زمنٌ لم يُدفن بعد ..
صفحة حديثة
أخيرا تعرفُ
أن مسافاتِ (اللاعودةَ ) تطوي أقدامَك ساخرة ً
وأن لهاثَ الخُطوة ِ – منتصفَ الزحمة-
يختنق في صدر ٍ فارغ ..
صفحة لم تُكتب بعد
لحظة َ تبصرُ وجهاً آخرَ
في مراياكَ الخائنة ،
تتشظى حروفـُك عارية ً
مثلَ كلماتٍ ليست للبوح …
صفحة لن تكتب أبدا
لا بقايا
توحي بأجوبة ٍ منسيّة ..
العالمُ حولكَ أسئلة ٌ تغتصبُ الموت ..