ألمانيا المشتري الأول
الصباح الجديد ـ متابعة:
بعد انخفاض كبير في نشاط الاندماج والاستحواذ للشركات السويسرية الصغيرة والمتوسطة على مدى الأشهر التسعة الأولى من 2020، عادت معاملات الاندماج والاستحواذ لحيز التنفيذ إلى معدلاتها الطبيعية في الربع الرابع، لكن في المحصلة الأخيرة، سجلت بلاد الصناعات الدقيقة انخفاضا معتدلا في حجم الاندماج والاستحواذ خلال العام الماضي بنسبة 4.6 في المائة.
لكن النصف الأول من 2021 ابتسم جيدا في وجه أنشطة الاندماج والاستحواذ للمؤسسات السويسرية الصغيرة والمتوسطة، إذ زادت بقوة أكبر من أي وقت مضى من خلال ارتفاع تاريخي في عدد المعاملات التي تم تنفيذها في الأشهر الستة الأولى.
خلال هذه الفترة، نفذت الشركات ما مجموعه 117 صفقة مقابل 72 صفقة في النصف الأول 2020. على مدار عام واحد، بلغت هذه الزيادة 62.5 في المائة، وهي أعلى قيم مسجلة في أنشطة الاندماج والاستحواذ للمؤسسات السويسرية الصغيرة والمتوسطة منذ 2013.
بعد مرحلة حافلة بالأحداث في 2020، زادت عمليات الاستحواذ على الشركات الصغيرة والمتوسطة السويسرية من قبل الشركات الأجنبية بنسبة 88 في المائة في النصف الأول 2021 “47 معاملة مقابل 25 في النصف الأول من 2020”.
في المقابل، تضاعفت عمليات الاستحواذ من قبل الشركات السويسرية الصغيرة والمتوسطة في الخارج بنسبة 100 في المائة “32 معاملة في النصف الأول 2021 مقابل 16 على أساس سنوي”. يعكس استئناف الأنشطة العابرة للحدود في النصف الأول 2021 زيادة بنسبة 67.5 في المائة من المعاملات، بينما سجل النصف الأول 2020 أدنى مستوى تم رصده منذ 2013.
تناغم هذا الارتفاع تماما مع الازدهار الذي سجلته السوق العالمية للاندماج والاستحواذ بزيادة في حجم المعاملات بنسبة 27 في المائة في النصف الأول و132 في المائة في القيمة “2.8 تريليون دولار” وارتفع حجم المعاملات عبر الحدود بنسبة 33 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
يفسر الاقتصاديون هنا هذه الزيادة في المعاملات بأنها تعكس بالفعل الثقة المتجددة بالنظرة العامة لتقدم الاقتصاد العالمي، مدفوعة بتدفق السيولة في السوق، وأسعار الفائدة المنخفضة تاريخيا، واستيعاب التمويل المصرفي، وقوة الميزانيات العمومية للمصارف التي تميل إلى تمويل عمليات شراء الشركات ذات الجودة، فضلا عن تراكم المعاملات غير المحققة أثناء وجود الجائحة في 2020. كما ساعدت المساعدات الحكومية في الحفاظ على الاقتصاد واقفا على قدميه وتجنب الإفلاس.
مع ذلك، لا يزال الوضع هشا، فعلى الرغم من التفاؤل المتجدد، فإن الاقتصاديين ليسوا واثقين بعد بظهور طفرة اقتصادية. إنهم يأملون في أن الانخفاض الحاد الذي لوحظ في 2020 يمكن أن يقابله انتعاش واضح. لكن التوقعات الاقتصادية لا تزال متأثرة بالوباء وتدابير مكافحة كوفيد – 19 وتأثيرها في حيوية سوق الاندماج والاستحواذ.
أوروبا أكبر المستحوذين
تبرز أوروبا كمنطقة الاستحواذ الرئيسة للشركات السويسرية الصغيرة والمتوسطة، حيث مثلت هذه المنطقة 84 في المائة من المعاملات. تمثل الدول المجاورة 50 في المائة من عمليات الاستحواذ وتظل ألمانيا أكبر سوق للشركات السويسرية الصغيرة والمتوسطة بحصة 28 في المائة. يعد قطاعا تقنية المعلومات والاتصالات والرعاية الصحية، الفائزين في أزمة كوفيد – 19، بعد أن أصبحا من بين أكثر القطاعات طلبا.
كانت ألمانيا أكبر مستثمر في سويسرا في النصف الأول 2021. بشكل عام، كان المشترون الرئيسون للشركات السويسرية الصغيرة والمتوسطة أيضا من الأوروبيين “81 في المائة”، يليهم بشكل رئيس شركات أمريكا الشمالية وآسيا.
وتجاوز قطاع السلع الاستهلاكية – أحد المستفيدين الرئيسين من الانتعاش الاقتصادي – قطاعي الصناعة وتقنية الاتصالات، اللذين يتصدران عموما قمة منصة أكثر الشركات السويسرية الصغيرة والمتوسطة رواجا. توزعت حصص الاستهلاك على القطاعات الثلاثة، حسب الترتيب 21 و20 و18 في المائة على التوالي.
تمت معظم عمليات الاستحواذ في سويسرا الناطقة بالألمانية “81 في المائة”، وكانت مقاطعة زيوريخ المنطقة الأكثر حيوية في أنشطة الاندماج والاستحواذ “23 صفقة من 117”. جاءت المقاطعات الناطقة بالفرنسية في المرتبة الثانية ثم الناطقة بالإيطالية “14 و6 في المائة، على التوالي”.
التعافي أكثر صعوبة
مع توقعات أن يظل نشاط الاندماج والاستحواذ قويا في النصف الثاني من 2021، فإن المخاطر المتزايدة لموجة رابعة من فيروس كورونا قد تضر بالانتعاش الاقتصادي والرغبة في المعاملات.
تشير التوقعات إلى أن تظل أنشطة الاندماج والاستحواذ حيوية خلال الأشهر الستة المقبلة، مدعومة بصفقات تنتظر اكتمالها وقواعد تجارية متينة في الأسواق الرئيسة.
مع ذلك، مع الانتشار السريع لتحور دلتا، يزداد خطر الموجة الرابعة. وهذا يمكن أن يضيف حالة من عدم اليقين إلى الانتعاش الاقتصادي ويكون له تأثير سلبي في الأسواق وشهية الشركات للمعاملات. باختصار، تعزز نشاط الاندماج والاستحواذ في النصف الثاني 2021 يعتمد أساسا على كيفية تطور الوباء ومدى سرعة تقدم حملات التحصين. قد تستمر المكاسب التاريخية للنصف الأول 2021، وقد تتبخر.