د. عدنان الظاهر
ماذا يتراءى لي ؟
مِنْ خلفِ ضبابِ جِدارِ السجنِ العالي
أتوحدُ فيهِ لأُناقشَ أخطاءَ عبوري جسري
ــ أعبرُ أكثرَ مِنْ جسرِ ــ
قبلَ وبعدَ مُعاقرتي شيطانَ الخمرِ
يتركني أضألَ حتّى من رقمِ الصِفْرِ
الكوكبُ أحزانٌ في كرِّ دواليبِ العُمْرِ
أبحثُ عنهمْ علّيّْ ألقاهمْ أحياءَ
إنْ عادوا عادوا أجداثا
لا تمشي تحفرُ للباقي أنفاقا
كنتُ الداخلَ للخندقِ وَحْدي
أسحبُ أقفالَ حديدِ الرِجلِ
ألاّ يهربَ منّي ظِلّي
ليُكلِّمَ أصدائي غيبا
أَقفلَ بابي لُغماً موقوتا
جفّفَ دمعَ الشمعةِ في ماءِ القنديلِ
الساعةُ قبلَ الدقّةِ عرجاءُ
لا تمشي إلاّ زَحْفا
تتجنّبُ حفلةَ إعدامي
إطلاقاتُ الموتِ رصاصُ دِماءِ الجلاّدِ سموما
أتلفّتُ لا داري لا أهلي
لا حتّى منخولُ تُرابي…
6 ـ أينَ أراهم ؟
أتيمّمُ في مسحوقِ رَمادِ عِظامي
وأُوجّهُ أمري صوبَ الركنِ الثاوي في بابي
أسألُهُ فيردُّ بأنَّ مُرادي في مسقطِ رأسِ الشمسِ
وبأنَّ وجودي في لُجّةِ أحلامِ الغيّابِ
أينَ أراهمْ ؟
وارِ أنفاسكَ قبلَ سقوطِ النيزكِ في بُرجِ الأحبابِ
إسألْ بابَ المسجدِ والنجمةَ في هامةِ حبلِ الإعدامِ
الحاجبُ أقصاني
أبعَدني وأهانَ حواجزَ تمتينِ الكِتمانِ
يا حاجبُ مَهْلاً
هلاّ أنطقتَ جِدارَ التسليمِ الآلي
وسحبتَ مقالةَ ما قالَ القوسُ لضربةِ أوتاري
الصاعقُ أولاني
وتربّعَ عَرشاً مغشوشاً من قَشِّ الأوباشِ
إرفعْ ثوبكَ للأعلى
وتدّفقْ عَصفا
عصفُكَ مأكولٌ نِصفا قالَ وولّى مُبتلَّ الأجفانِ