تقف اللغة وصراع الاضداد عائقا امام توليه المنصب
السليمانية – الصباح الجديد- عباس اركوازي
فيما يستعد الحزب الديمقراطي لعقد مؤتمره العام ال 14 في 26 من ايار المقبل قبيل الانتخابات البرلمانية المقبلة، فان عينه على قصر السلام، ومنصب رئيس الجمهورية الذي حسمه الاتحاد الوطني لصالحة عقب منافسة شديدة في الدورة السابقة.
ويتوقع ان يخير المؤتمر ال 14 للحزب الديمقراطي نائب رئيسه نيجيرفان بارزاني بين البقاء في اربيل، او التوجه الى قصر الرئاسة في بغداد لتولي منصب رئيس الجمهورية في الدورة المقبلة.
واوضحت مصادر مطلعة للصباح الجديد، ان الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني وضع نصب عينه وهو يسعى للحصول على منصب رئيس الحمهورية في الدورة المقبلة، ورشح رئيس الاقليم نيجيرفان بارزاني لتولي هذا المنصب، الذي قالت بانه يتلقى منذ اشهر دروساً مكثفة في اللغة العربية تمهيداً لتوليه المنصب.
واشارت المصار الى، ان علاقات رئيس الاقليم نيجيرفان بارزاني توترت في الاونة الاخيرة مع جناح الصقور في الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يمثله رئيس حكومة الاقليم مسرور بارزاني ورئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني.
وتابعت ان تمسك نيجيرفان بارزاني ببناء علاقات جيدة بين حزبه والاحزاب المنافسة في الاقليم الاتحاد الوطني الكردستاني، وحركة التغيير والاحزاب الاسلامية، خلف استياءا لدى الجناح المحافظ في الحزب الذي يرفض تقديم تنازلات سياسية للاحزاب المنافسة، او حتى منحها مناصب على صعيد حكومة الاقليم، مشيرة الى ان هذا الجناح يتحكم به مسرور بارزاني النجل الاكبر لرئيس الحزب.
وفي اطار اتفاق داخلي انهى الحزب الديمقراطي في عام 2019 حكما دام لمدة 17 عاماً لنيجيرفان بارزاني لحكومة الاقليم، وهي مرحلة كان يطلق عليها بعصر رجل الدولة، لتأتي بعدها مرحلة حكم مسرور بارزاني لحكومة الاقليم، الذي يطلق عليها المراقبون عصر الاخ الاكبر.
وتتداول العائلة البارزانية منذ سنوات مفاصل الحكم في الاقليم، وهي تسيطر على المؤسسات الحيوية وتمنع ادخالها في اطار اية منافسة او تفاوض حزبي مع الاحزاب والقوى السياسية الاخرى.
ويتولى نيجيرفان بارزاني منذ عامين منصب رئيس اقليم كردستان الذي كان عمه مسعود بارزان يشغله قبل ذلك، وهو يتعاطى مع اغلب الملفات الحساسة بحذر لكي لا يتسبب باثارة، حفيظة جناح الصقور داخل الحزب.
ومن المقرر ،ان تجري في العاشر من شهر تشرين الاول المقبل الانتخابات البرلمانية المبكرة، ويضع التيار الصدري عينه على منصب رئيس الوزراء، بينما يعتبر الحزب الديمقراطي ان من حقه الحصول على منصب رئيس الجمهورية، وهو ما من شأنه ان يغير المعادلة السياسية التي كانت تتحكم لسنوات في الية توزيع المناصب السيادية في الدولة العراقية.
واوضحت المصادر، ان رئيس الجمهورية الحالي برهم صالح يسعى بدوره للاحتفاظ بالمنصب لدورة مقبلة، وهو يسعى لاقناع الرئاسة المشتركة والمكتب السياسي للاتحاد الوطني، بتشكيل تحالف انتخابي يضم احزابا وقوى سياسية واسلامية كردية فاعلة في الاقليم للظفر باكبر عدد ممكن من المقاعد على صعيد الاقليم والمناطق المتنازع عليها.
وتابعت المصادر،ان صالح يعمل على خلق توزان في علاقاته مع امريكا وايران الغريمان التقليديان، لضمان بقائه في المنصب، وهو ما اعتبر قفزا على المتغيرات السياسية والداخلية التي شهدها اقليم كردستان والعراق على حد سواء خلال السنوات الاخيرة.
ولم يخف رئيس الاقليم نيجيرفان بارزاني خلال لقاء اجرته معه قناة الشرقية رغبته بالحصول على منصب رئيس جمهورية العراق خلفاً لبرهم صالح، حيث قال في معرض رده على سؤال للقناة حول احتمال ترشيحه لتولي منصب رئيس الجمهورية،”ان هذا المنصب مهم بالنسبة للعراق وهو شرف كبير لمن يشغله، وانا على استعداد لاخدم ابناء بلدي في اي منصب اومسؤولية توكل الي”.
يشار الى ان رئيس الاقليم نيجيرفان بارزاني يمتلك علاقات جيدة مع مختلف الاحزاب والقوى السياسية في الاقليم ودول الجوار والاحزاب والقوى العراقية على عكس ابن عمه مسرور، وهو ما من شأنه ان يمهد الطريق امام توليه منصب رئيس الجمهورية لولا قلة المامه باللغة العربية التي تعد العقبة الابرز امام توليه هذا المنصب.