تثير التقلبات المتتالية في إداء الفرق الأوروبية العملاقة الكثير من التساؤلات، هذا إذا لم نقل القلق، فالخسائر غير المنتظرة في مباريات تلك الفرق امام نوادٍ من الخط الثاني
أو الثالث لم تعد مفاجأة للمشاهدين الذين يصابون بالدهشة، ولا حتى الخسارة امام منافسين من دوريات أخرى تعتبر ضعيفة أو هامشية في المسابقات العابرة للدول أضحت أمرا مألوفا منذ بداية الموسم قبل عبورنا المراحل الأولى تحولت إلى خبر الموسم المؤسفة.
وعند التفكير بالأسباب التي دعت وتدعو إلى ذلك نجد أنفسنا امام حقائق كثيرة لا يمكن التغاضي عنها، بل لا يمكن ان نعزوها إلى إجتهادات المدربين وبعضهم معروف بحنكته وتاريخه الكروي.
ومن اهم هذه الحقائق تلك المرتبطة بعواقب جائحة كورونا التي فرضت أنظمة جديدة وقاسية على الفرق ولو أردنا إيجاز تلك الحقائق لقلنا:
أولا، الأرهاق البدني: فالجداول المزدحمة بالمباريات لاتترك للفرق فرص الانتظام في التدريب المنهجي المتتبع في العادة. كما ان كثرة الإصابات بكورونا تلقي بثقلها على بقية غير المصابين من اللاعبين بحيث نواجه عجزا واضحاً لدى أغلبهم من متابعة الموسم بفاعلية ولياقة مطلوبتين.
ثانيا، غياب الكبار: وعكس غياب صانعي الألعاب الكبار من الفرق الأوروبية نفسه على الموسم بحيث اضطر المدربون بالاستعانة ببدائل ثانوية أو غير مؤهلة في مواجهات حاسمة وبالتالي خروج الكبار على يد الصغار بشكل مفاجئ، ويلعب الحظ احياناً دوراً غير مسبوق في مصائر الفرق الكبرى، وإذا ركزنا على عامل الوقت واثره في إصلاح الخلل الناجم عن عجز المدربين عن الإصلاح وغياب البدائل فليس امامنا سوى توقع مفاجأت كثيرة ومؤسفة.
ثالثا، جائحة كورونا: ومن المعروف ان تفشي هذا الوباء في الوسط الرياضي اصبح مدعاة لاكثر من القلق، لاسيما وأن الدوريات الكبيرة تتطلب تبادلا في مواقع المباريات تضيف أرهاقا إلى العوامل التي تحدثنا عنها، ولهذا نرى ان فرق إيطالية أو إسبانية مضطرة للأنتقال إلى روسيا وأوكرانيا وإنجلترا والعودة إلى ديارها في اليوم التالي حيث ينعكس هذا على مستوى الفريق بشكل عام.
رابعا: التدوير المستحيل: هكذا لم يعد أمام المدربين الا خيار التدوير لتحقيق التوازن المطلوب في صفوف الفرق لمواجهة الاستحقاقات الملحة.. وبدلا من ذلك أصبح المدربون أمام تدوير من نوع آخر لا صله له بتكتيكات المدرب أو خياراته الفنية اللازمة.
فبعد أن كان التدوير اتجاه تكتيكي يؤمن مسيرة الفرق في مراحل معينة من الموسم اضحى عبئاً مضجرا وممر ألغام لا بد من أجتيازه.
ومن هذه الخلفية نجد أن الجمهور الأوروبي الواسع اصبح مصاباً بجنبة أمل لا شفاء منها، في المدى القريب والمرتبط اصلاح الأمر بشانه يتعلق بمعالجة ومجابهة وباء كورونا.
- رئيس التحرير
إسماعيل زاير