من يتابع حركة شبكة الإعلام العراقي اليوم، يجد أنها تختلف كثيرا عن السابق، ولسنا نريد هنا المقارنة بين أشخاص تولوا العمل في هذه الشبكة، فلكل أسلوبه وخطته في العمل، بل ورؤيته له، وإنما نريد تأشير أمر غاية في الأهمية، يتمثل بالتفاعل مع الأحداث والتعامل مع التحولات التي باتت سريعة ومتلاحقة، وبما يجعل أجهزة الإعلام والوكالات أمام واحد من أمرين لا خيار ثالث معهما، النجاح أو الفشل، سيما وأن واقع العراق يختلف عن غيره في أي من بلدان العالم.
ثمة في العراق اليوم أحزاب وكتل سياسية متنافرة، وثمة فيه أيضا أحزاب وحركات دينية إذا نظرت اليها من الخارج، تجد أنها تنطلق من منطلق واحد، لكنك إذا تفحصت توجهاتها من الداخل، لا تجدها متنافرة وحسب، وإنما تبلغ في بعض الحالات، حد العدائية.
في العراق اليوم أيضا ترسبات سلبية متراكمة من ماض بعيد وماض أقرب، على مستوى الإدارة والفساد، تركتها حكومات سابقة الى الحكومة الحالية، وفيه أيضا الذين يريدون من هذه الأخيرة معالجة الخلل فورا من دون أن يتركوا لها اختيار الوسيلة الأنسب والوقت الأمثل لمعالجة ذاك الخلل، سيما وأنهم يريدون المعالجة وفق شروط وإملاءات مزاجية، لا تراعي أن يد الحكومة ليست أطول من يد الدستور، وأن رئيس الحكومة وكذلك الذين هم بمعيته لا يمتلكون عصيا سحرية، يتعاملون بها مع مشكلات الداخل والخارج.
وللحقيقة وضَعَ وضْعُ العراق اليوم كل أجهزة الإعلام فيه على المحك، ففشل منها الأغلب، وتحول الى مواقع إخبارية تنشر الغث والسمين بنحو أربك الساحة العراقية والى الحد الذي بات معه المواطن مشوشا وحائرا، ونجح فيها الذي أدرك أن العراق يمر اليوم بمحنة، وأنه يتطلب منا جميعا التعامل بصبر وروية مع هذه المحنة.
شبكة الإعلام العراقية أدركت هذا الأمر، وتعاملت معه بنحو رائع، فكسبت الجميع الى صفها، لأنها انطلقت في عملها من منطلق أنها تعمل للجميع، وأنها تنتمي الى العراق بكل ما فيه من تناقضات وتوافقات واختلافات في الرؤى والتوجهات، ومن هنا فرضت على نفسها أن تكون عينا للحقيقة، الأمر الذي يستوجب منا من منطلق أننا جزء من إعلام هادف ومستقل يتوخى الحقيقة والدقة والحيادية، ويضع القاريء والمشاهد في ضميره، أن نحيّي هذه الشبكة والساهر على إدارتها الشاب الصديق مجاهد أبو الهيل، وأن نكون أقرب اليها وعونا لها.
اسماعيل زاير
في الإعلام والمحنة
التعليقات مغلقة