احلام يوسف
كلنا صادفنا بحياتنا اشخاصا سلبيين يميلون الى الشكوى من كل شيء في حياتهم حتى الامور الاعتيادية التي يتقبلها الاخرون بهدوء.
وغالبا ما نراهم يلعنون حظهم العاثر عليها ويلومون القدر بطريقة تشعرك انهم مقبلين على كارثة.
علم النفس كشف ان الشكوى باستمرار يمكن ان تؤثر على الدماغ وتغير من تركيبته وطبيعة تعامله مع الامور.
الطبيب النفسي الكندي ومؤلف كتاب “الدماغ الذي يغير نفسه”، كشف هيكل تغيير الفكر مؤكدًا أنه رأى الناس يعيدون تكوين أدمغتهم بالتوازي مع أفكارهم لعلاج الهواجس المستعصية والصادمة. وأن الدماغ البشري يمكن أن يشبه شكله إلى حد كبير كرة لينة. وفي غضون العشرين سنة الماضية، وبفضل التطور السريع في مجالات التصوير الدماغي وعلم الأعصاب، يمكننا الآن أن نقول بالتأكيد أن الدماغ قادر على إعادة هندسته، وأننا نحن المهندسون.
المشكلة في الاشخاص السلبيين دائمي الشكوى والتذمر انهم لا يحتفظون بأفكارهم ومشاعرهم ازاء أي امر فيبحثون عن شخص يشاركهم الحالة ولينفس عما بداخله.
يقول عبد الخالق طاهر الباحث بعلم النفس: الناس المتذمرون ثلاث شخصيات، الاولى من يتشكى باستمرار لجذب الانتباه والاهتمام، فيحاولون اثبات انهم الاسوأ حظا في هذه الدنيا، وانهم الاكثر مظلومية من بين كل الناس. وهناك المتذمر المتطرف الذي يعيش حياته على الشكوى حتى وان لم يفصح عنها ففي الاقل هو يتحدث بها بينه وبين نفسه، ويذكر علماء النفس ان هذا السلوك ينقل مباشرة للدماغ والذي بدوره سيكون قلقا ومستفزا.
اما النوع الثالث الذي تحدث عنه طاهر فهم منخفضو الذكاء العاطفي الذين قال عنهم: هذه الفئة تعتبر الاشخاص الذين يشكون امامهم حالهم مجرد شخص او حتى شيء ينفسون عن غضبهم او شكواهم وتذمرهم وربما لم يجد احدا يستمع اليهم غير هذا الشخص. وهنا يأتي السؤال، هل نلقي باللوم على الدماغ؟
ويجيب طاهر ويقول: معظم الاشخاص السلبيين يتذمرون حتى من هذه الصفة ولا يعرفون سبيلا للتخلص منها، وتلك السلوكيات تؤثر باستمرارها على طبيعة التفكير، وبالتالي المعتقدات التي نؤمن بها وبالنتيجة تغيير السلوك.
يمتلك الدماغ البشري حالة تدعى التحيز السلبي، وتعني ميل الدماغ للتركيز اكثر على الظروف السلبية، ويشرح الدكتور ريك هانسون، عالم الأعصاب ومؤلف كتاب “دماغ بوذا”، تحيز السلبية بأنه المحفزات السلبية التي تنتج نشاطًا عصبيًا أكثر من النشاطات الإيجابية المكثفة بالقدر نفسه. من هنا تم الكشف عن قدرة الانسان على شفاء نفسه او تحقيق احلامه، بالطريقة نفسها المتمثلة بتكرار تلقين الدماغ الحالة التي نريد ونسعى اليها.