نسرين كمال
قربان
يحملُ حبيبتَه قرباناً
على مذبحِ الكلمات
التي شقّقها الزّمن
وَخشبة الأيام المحترقةِ بالعادات
وَالخوف
وَالرّكض المَحموم
على مذبح النسيان القسريّ
وَالجليد
الذي يُجمّد الملامح.
آه… رقصٌ وَزعيقٌ عالٍ
في الحقل
صنوجٌ تسترق أذيال الموسيقى
وَأفواهٌ فاغرة
وَأيادٍ تجذّف في الهواء الشاغر.
هوذا العاشق الغائب
يحملُ معشوقتَه
مخدّراً
ينزّ منه الليل
قطرةً
قطرة.
العاشق يسقط في الدوّامة:
من أنا في هذا الهرج؟
العشيقة تراقص النار
أيتها النار
كوني جسدي
كوني قلبي
ضوء واهٍ
يدُ برقٍ تتلامح في الحقل
صوتٌ يعلو
صوت يحبك خيوط الغناء:
تعال يا معشوقي الأجمل
تعال
النارُ بيتُنا العالي
النارُ جسدُنا المتّسِع.
يحمل حبيبته فوق أكفِّ اللحظات.
المصطفاة
أنا المرأة المصطفاة
أقفز من هاويةٍ لأخرى
كَطائرٍ بِنصف أجنحة
سقط عنهُ الوقت
ليُنبِت قمحًا في الأقفاص.
يُلاحقني الليل بِضلوعه المكسورة
كي أحتفي أخيرا بكل انكساراتي
أمام ضوءٍ مُرتعش.
من فرط المرآة
تُسمّيني الخدعة
تُسمّيني السم
من فرطِ جسدي الموزَّع عيوناً
فوق سرِّ قلبٍ بعيد
تصقلُه السِّكّين.
تُسمّيني الحياة
لأنّني خط التّماسّ مع التماعاتِ الموت.
أنا المرأة المصطفاة
يلاحقني المَحوْ
أجيء كَرعْشةٍ
لَم تجئ.