احراق عدد من محلات الصرافة
الصباح الجديد – متابعة:
تظاهر المئات في مدينة طرابلس في شمال لبنان ليل الإثنين على خلفية تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وتجددت الاحتجاجات بعد فترة هدوء أعقبت ليلة قطع فيها المحتجون الطرقات بمعظم أنحاء البلاد، تنديدا بالأوضاع المعيشية الخانقة.
تخللت الاحتجاجات مواجهات مع قوات الأمن على الرّغم من تدابير العزل المفروضة لاحتواء فيروس كورونا المستجدّ، بحسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
وشارك جمع من الرجال والنساء والأطفال في مسيرة جابت شوارع المدينة هاتفين «ثورة، ثورة». وحاول المتظاهرون الوصول إلى منزل أحد النواب لكن الجيش منعهم ما أدّى إلى حصول مواجهات، على وفق المراسل.
وفي ساحة النور رمى متظاهرون حجارة باتجاه عناصر الجيش الذين ردّوا بإطلاق النار في الهواء لتفريقهم. وأفادت «الوكالة الوطنية للاعلام» بأن متظاهرين حطّموا واجهة بنك الاعتماد المصرفي في بولفار الميناء.
كما أعلن الجيش اللبناني أنّه تم «إحراق عدد من الفروع المصرفية والتعرّض لوحدات الجيش المنتشرة، بحيث استهدفت آلية عسكرية بزجاجة حارقة (مولوتوف) كما استهدفت دورية أخرى برمانة يدوية تسببت بإصابة عسكريَين بجروح طفيفة».
ودعا الجيش في بيان «المتظاهرين السلميين إلى المسارعة في الخروج من الشوارع وإخلاء الساحات».
وأعلن الصليب الأحمر أنه نقل ثلاثة أشخاص إلى المستشفى، فيما تمّت معالجة آخرين ميدانيا.
ويشهد لبنان أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ الحرب الأهلية (1975-1990)، وقد تفاقمت مع فرض تدابير العزل لمحاولة احتواء تفشي فيروس كورونا المستجدّ.
وخسرت الليرة اللبنانية أكثر من نصف قيمتها، وسط ارتفاع كبير في الأسعار.
وعلى الرّغم من أنّ التدهور يطال جميع مناطق البلاد، إلا أنّ طرابلس تعد واحدة من أكثر المناطق تضرراً إذ يعيش أكثر من نصف سكانها في الفقر أو تحت خط الفقر.
وفي صيدا في جنوب لبنان، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأنّ محتجين رموا حجارة ومفرقعات نارية باتجاه فرع المصرف المركزي في المدينة.
وخلال النهار حاول محتجون قطع الطرق في أنحاء متعددة من البلاد.
وفي 17 نيسان/أبريل تظاهر المئات في طرابلس احتفالاً بمرور ستة أشهر على بدء الانتفاضة الشعبية على الفساد والطبقة السياسية، لكنّ الاحتجاجات خفتت في الأشهر الأخيرة وسط جهود تبذلها الحكومة من أجل التصدّي للأزمة الاقتصادية.
يذكر انه مجهولون القوا قنبلة على فرع أحد المصارف الكبرى في صيدا ليل السبت، في هجوم أتى غداة إعلان رئيس الحكومة حسّان دياب أنّ 5,7 مليار دولار خرجت من المصارف خلال أول شهرين من العام الحالي، برغم القيود المشدّدة على سحب مبالغ بالدولار أو تحويلها الى الخارج.
وأشار مراسلنا إلى أن القوات الأمنية ضربت طوقا حول مكان الاحتجاجات، التي ما زالت مستمرة أمام مصرف لبنان المركزي، وقام محتجون بمهاجمة وتحطيم عدد من واجهات المصارف في مدينة طرابلس شمالي البلاد.
وحاولت القوى الأمنية التي ضربت طوقا حول المحتجين إخلاءهم من الساحة القريبة من مقر البرلمان والسراي الحكومي، فدارت مناوشات بين الجانبين وعمليات كر وفر لم تنته إلى شيء.
وجددت قيادة الجيش تأكيدها على احترام حق المواطنين بالتعبير عن الرأي، محذرة من محاولات البعض استغلال التحركات المطلبية للقيام بأعمال تمس بالأمن والاستقرار.
إلى ذلك، نفذ الجيش صباح يوم امس الثلاثاء، مداهمات عدة في طرابلس بحثا عن أشخاص شاركوا بإحراق آلية تابعة له أمس، وأوقف تسعة أشخاص، واربعة آخرين في مناطق أخرى.
من جهة أخرى، أوقفت المديرية العامة لأمن الدولة، اللبناني (خ.ب) بعد نشره رسالة صوتية عبر تطبيق «واتس اب» يحرض فيها على استعمال السلاح ضد الجيش وقوى الأمن الداخلي، إضافة إلى تحريض طائفي، وبتفتيش منزله في منطقة الكسليك كسروان، عثر على كمية من الأسلحة الحربية وأسلحة الصيد وذخائر عائدة إليها وأجهزة اتصال. وتم إيداعه مع المضبوطات القضاء المختص.
إلى ذلك، أقدم عدد من الشبان على قذف عبوات مولوتوف حارقة فجر الثلاثاء على واجهة أحد المصارف في محلة رأس النبع في بيروت، ما أدى إلى إتلاف الواجهة.