احلام يوسف
هناك مثل شائع يقول الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك، هذا المثل يتجلى اليوم بصورة هائلة، فكل منا كان يردده قبل كورونا، حيث كنا منشغلين بأعمال، وزيارات ولقاءات، ونزهات، فكيف الحال اليوم ونحن نعد الدقائق والساعات ليوم اعلان الخلاص من كورونا والبدء من جديد لممارسة نشاطاتنا وحياتنا؟
يقول هشام النقاش الباحث بعلم النفس: يقصد بهذه المقولة ان الشخص ان لم يستثمر وقته بالصورة الصحيحة، وان لم يقدم على ملء فراغه بأمور مفيدة او في الاقل ممتعة تسهم بتعديل مزاج صاحبها فلن يجد تعويضا له، الدقيقة لا بل الثانية التي تمر لن تعود، فان بقينا نراوح في مكاننا نردد الجمل نفسها ونقوم بالأفعال نفسها، ونلوم الوقت بحجة انه لم يمهلنا فرصة للتفكير والتخطيط، فسيقطعنا بسيفه ونكتشف بعد فوات الاوان اننا كنا نملك الكثير من الوقت للقيام بعشرات الامور المفيدة والضرورية، لكن الكسل ما منعنا عنها.
ويتابع: اليوم ونحن نلازم بيوتنا، يمكن لنا بدلا عن التذمر ولوم القدر والعتب على الرب بسبب فيروس كورونا، ان ننظر الى الجانب المشرق من الامر خاصة ان لم نكن ممن يعمل بأجر يومي، فاغلبنا لم يفكر يوما بقضاء الوقت الكافي مع عائلته ومنح اصدقائه جل وقته، يمكن ان يستثمر هذا الوقت بالتعرف على مشكلاتهم واحتياجاتهم اكثر ويتقرب منهم اكثر، يمكن للكثير منا انهاء بعض الاعمال المنزلية التي اوجلت لسبب او لسبب اخر وغالبا ما يكون العذر عامل الوقت والتعب بعد العودة من العمل، يمكن ان نقرأ كتابا كنا قرأناه ونسينا تفاصيل احداثه، او كتابا جديدا سمعنا عنه، المهم ان نستثمر الوقت بشيء ايجابي ومفيد لنا ولعائلاتنا، هكذا سنقطع الوقت بسيفنا نحن.
هناك امثال عدة عن اهمية الوقت منها “الوقت من ذهب ان لم تدركه ذهب”، و”الوقت كالسكين ان لم تمسكه من مقبضة قطع يدك بقطعته”، و”انت تكتب قصة حياتك في كل دقيقة”، اذن فعلينا التفكير باستثمار كل دقيقة تمر بنا، فيمكن ان تكون النقطة الفاصلة في حياتنا ان استثمرناها بصورة صحيحة. جدير بالذكر ان الامثال الشعبية في كل العالم غالبا ما يوجد بها تشابه، وفي مقلنا هذا نجد ان العديد من الدول لديها في قواميسها امثال تحث على احترام الوقت واستثماره بالصورة الامثل مثلا في فرنسا هناك مثل يقول “الوقت ذَهب العاقل”، و “الوقت هو المال”.