يتصاعد الجدل بين الأوسط السياسة والشعبية حول ترشيح شخصيات مختلفة لتولي منصب رئيس الوزراء بعد استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وتتوالى ردود الفعل الرسمية وغير الرسمية تجاه هذه الترشيحات ومن المؤسف أن تعمد بعض الجهات الحزبية أو تلك الممثلة داخل القبة التشريعية وفي الحكومة على اثارة الرأي العام من خلال عمليات التسقيط السياسي ضد منافسين لمرشحين جدد يحظون بالمقبولية من الشعب العراقي لانهم لا يملكون أي انتماء سياسي أو حزبي وفي الوقت نفسه ثمة حملات إعلامية للترويج لمرشحين تريد هذه الاحزاب الدفع بهم وهي تعلم جيدا أنهم جزء من منظومة الفشل والفساد التي تورطت بها منذ أكثر من ستة عشر عاما.
ويغيب عن بال هؤلاء الذين استمروا ممارسة التضليل والخداع أن الشعب العراقي أصبح واعيا جدا لمثل هذه المحاولات وهو اليوم على دراية تامة بالأساليب الملتوية التي تريد حرف مسارات الاصلاح والتغيير عن سكتها أو اختطافها . ويدرك المخلصون من هذا الشعب أن المرحلة الحالية هي مرحلة مفصلية وانعطافة مهمة تتطلب الانتباه والتيقظ والتحسب لأية محاولات تريد جر العراق إلى ميادين الفوضى والخراب من دون ان يعي الطامعون بالسلطة أن تولي المسؤوليات في هذا الظرف الدقيق والحساس لا يعني حيازة عناوين أو مكاسب أو امتيازات أو مصالح بقدر ما هو مسؤولية والتزام اخلاقي ووطني يرقى إلى مستوى أو منزلة الامانة التي يجب أن يصونها ويرعاها أي مؤمن بالقيم الوطنية ومخلص لهذا الوطن الذي يمتد عمقه التاريخي لآلاف السنين وان سيادة العراق كدولة والدفاع حياته وحفظ كرامة شعبه هي الهدف الأسمى لكل مرشح يريد أن يخدم العراق بصدق وبعد كل هذه التضحيات الكبيرة فان الشعب العراقي لم يعد بهمة كثيرا أي انتماء قومي أو ديني أو مذهبي فقد تغيرت معادلة الترشيح وصارت الشجاعة والنزاهة والصدق والولاء للعراق هي المقاييس الحقيقية لاختبار من يريد أن يتقدم لتولي المسؤولية الأولى في السلطة التنفيذية.. اما الذين مايزالون يتمسكون بتلابيب المحاصصة ويدينون بالولاءات الخارجية بكل اشكالها فانهم سيدركون عاجلا أن الزمان ليس زمانهم وان الدولة الجديدة لن يكون لهم فيها مكان أو فرصة لتمرير صفقاتهم ..
د. علي شمخي