ترجمة طارق الجبر
عندما نتكلّم عن إي إي كومينغز، فنحن نتكلّم عن شاعرٍ ورسّامٍ وكاتبٍ ومؤلّفٍ أميركيّ، يُعدّ مِن أحدِ أهمّ أعلامِ الشِعر الأميركيّ في القرن العشرين.
ارتبطَ اسم الشاعِر كومينغز بالشِعر الحرّ الحديث، حيثً امتدّت لُعبة اصطلاحاتِهِ اللُغويّة وتطويعِهِ للغةِ الإنكليزيّة الحديثة إلى أن تطالَ قصائدُهُ الأحرفَ الإنكليزيّة الكبيرة في بدايات الأسطُر الشِعريّة، وتحويلها إلى أحرف صغيرة عاديّة كتتمّةِ حروف الجملة، في مُحاولة منهُ للقضاء على أيّ مَعْلَمٍ يدلّ على الخطابةِ في النصّ الشِعريّ.
ونلحظُ في لُغةِ كومينغز الشِعريّة انفلاتاً حِسّيّاً جميلاً ومُتفرّداً، إلى جانبِ انفلاتِهِ عن التقاليدِ اللُغويّة وسعيهِ لِشَعْرَنة الكلام اليوميّ. وفي هذه القصيدةِ الطفوليّةِ ذات الرؤيّةِ للحبّ والبسيطةِ لُغويّاً من حيثُ تراكيب الجُمل والمُصطلحات، نقرأ الطفلَ الشاعِرَ في أحاسيسِهِ البدائيّة ورؤاهُ النقيّةِ مِن كلّ خللٍ لغويٍّ أو معنويّ.
أحملُ قلبَك
أحملُ قلبَكِ معي (أحملُهُ في قلبي)
لا أكونُ بدونِهِ «أينما أذهبُ، معي تذهبين؛
وكُلُّ ما أفعلُهُ – أنا بنفسي –
أنتِ/غاليتي
مَن تفعلين»
لا أخافُ مِن القدرْ
لأنّكِ، يا حُلوتي، قدري
ولستُ أطلبُ مِن بشرْ
لأنّكِ، يا جميلتي، عالمي وحقيقتي
وأنتِ هي التي
ما عناهُ وما سَيعنيهِ القمرْ
وأنتِ هي
كُلُّ ما شمسُ الحياةِ بهِ تُغنّي
هاكِ أعمقَ الأسرارِ مِنّي
ولا تظنّي أنّني
قد قُلتُهُ مِن قبلِ هذا إلى أحد
هو جذرُ الجذورِ وأصلُ الأصول
سماءٌ للسماءِ وشَجْرةٌ تُدعى الحياة
أعلى مِمّا ترتجي الروحُ تنمو
وأسمى مِمّا العقلُ يُخفي…
هو سِرُّ الوجودِ الذي
يُبقي النجومَ بأفلاكِها:
أنا أحملُ قلبَكِ (أحملُهُ في قلبي)..
*جديرُ بالذكرِ أن كومينغز الذي وُلِدَ عام 1894 في أميركا لوالدينِ مِن الطائفةِ التوحيديّةِ المسيحيّة، التي تؤمنُ بوحدةِ الإله وليسَ بثالوثِه، تلقّى تعليمَهُ في جامعة هارفارد التي درسَ فيها الفنون وتخرّج منها بدرجةِ الماجستير عام 1916.
أمّا عن علاقةِ كومينغز بالشِعر، فقد بدأ بالكتابةِ مُنذُ أن كانَ في سنّ الثامنة، وحتّى سنواتِ الحربِ العالميّةِ الأولى التي سيقَ فيها للخدمة في فرنسا، وثمّ في سنواتِهِ الأخيرةِ التي قضاها في الترحال، إلى أن وافتهُ المنيّة بسكتةٍ دماغيّة في ولاية نيو هامشِر عام 1962.