مثل امامه 88 مرة من دون نتيجة
متابعة ـ الصباح الجديد :
مثل المدعي الخاص روبرت مولر للمرة الأولى امس الأربعاء أمام الكونغرس للإجابة على أسئلة متعلقة بالتحقيق الحساس حول تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية في 2016 في الولايات المتحدة، في جلسة استماع يحاول الديموقراطيون خلالها إجباره على تقديم إيضاحات بشأن الاستنتاجات التي توصل إليها في التحقيق.
ومنذ عدة أيام، يتحضّر نواب اللجنتين اللتين تستمعان لإفادة مولر ، لمحاولة إخراج الرئيس السابق للشرطة الفدرالية (اف بي آي) عن صمته المعتاد.
لكن مولر (74 عاماً) الذي أراد تفادي المثول أمام الكونغرس، أكد أنه لا يرغب في أن يذهب بإفادته أبعد من محتوى تقريره بشأن التحقيق الذي أعلنه في آذار. غير أن أوجه الغموض في تقريره تركت الباب مفتوحاً أمام تفسيرات متباينة له.
ويتحدث مولر في التقرير الذي يقع في أكثر من 400 صفحة عن الجهود الروسية في مساعدة ترامب عام 2016، لكن يضيف أنه لم يتمكن من إيجاد أي دليل يثبت تواطؤا بين موسكو وفريق حملة ترامب الانتخابية، على الرغم من تواصل متكرر بينهما.
لكن مولر يتحدث بعد ذلك بالتفصيل عن ضغوطات مريبة مارسها ترامب على سير التحقيق، ويؤكد أنه لا يمكنه تبرئة ترامب من تهم عرقلة عمل القضاء.
بيد أن مولر حرص على عدم تقديم توصيات بشأن التدابير الواجب اتخاذها على ضوء خلاصاته. وكتب أنّه لا يمكن للقضاء العادي إدانة رئيس في منصبه، وأنّ الكونغرس وحده يمكنه ملاحقته.
ومنذ ذلك الحين، يقول دونالد ترامب إن تقرير مولر «برأه تماماً» وإن القضية أغلقت. وكرر القول «لا فساد، ولا عرقلة» لسير القضاء.
إحياء التقرير
وأكد دونالد ترامب الذي بدأ بحملة إعادة انتخابه أنه لن يتابع إفادة مولر. ويرى أن جلسة الأربعاء ليست سوى «لعبة» سياسية و»مضيعة للوقت».
في المقابل يقول الديموقراطيون إن التقرير يتضمن «سلسلة أفعال تدين ترامب» يمكن أن تؤدي إلى البدء بإجراءات عزله في الكونغرس.
ويدور صراع حاد بين الديموقراطيين حول ما إذا كان ينبغي الشروع في آلية إقالة محكوم عليها بالفشل في ظل سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ. وقد تحول الاهتمام في سياق حملة الانتخابات الرئاسية عن النقاشات حول المسائل الجوهرية.
لكنهم يأملون أن يكون لإفادة مولر التي ستبث مباشرة على القنوات التلفزيونية، تأثير على الناخبين.
وأوضح آدم شيف رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب التي ستستجوب مولر أولاً أن «غالبية الأميركيين لم يحظوا بفرصة لقراءة تقرير مولر، وهو عمل قضائي جاف نريد من روبرت مولر إحياءه». وبعد لجنة الاستخبارات، يمثل مولر أمام لجنة القضاء في مجلس النواب.
وبين استطلاع لمعهد «يوغوف» أن 50% من الأميركيين قالوا إنهم اطلعوا على أجزاء من التقرير، لكن توصلوا إلى خلاصات متباينة اختلفت بحسب توجهاتهم السياسية، في دليل على غموض التقرير.
ويعتبر 83% من الديموقراطيين أن ترامب مذنب بتهم عرقلة سير القضاء. ويوافق 16% من الجمهوريين فقط على ذلك.
ويتوقع أن يطرح الديموقراطيون في مجلس النواب أسئلة موجهة جداً لروبرت مولر، في محاولة منهم لدفعه إلى توضيح رأيه بشأن تهم عرقلة سير القضاء.
أما الجمهوريون، فينتظر أن يحاولوا دحض مصداقية التحقيق بترديدهم اتهام «المطاردة الشعواء» الذي كرره ترامب لعامين.
وينتظر أن يطرحوا خصوصاً أسئلة حول فريق تحقيق مولر الذي يضمّ محققين يعدّون بغالبيتهم ديموقراطيين.
وتمهيداً لجلسة الاستماع، اتهم ترامب مولر بأنه «منحاز إلى أبعد حدّ»، مشيراً إلى تضارب في المصالح.
لكن قد يصل الطرفان، الديموقراطيون والجمهوريون، إلى طريق مسدود.
فعندما كان رئيساً لمكتب التحقيقات الفدرالي، مثل روبرت مولر 88 مرة أمام الكونغرس، وفق صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، لم يبد خلالها الكثير من التعاون، واعتمد صيغة مقتضبة في أجوبته.
وفي أواخر أيار أكد مولر في كلمة موجزة أن «تقريره هو شهادته» وأن هذا التقرير «يتحدّث عن نفسه».
وذكره وزير العدل في تلك الكلمات الاثنين في رسالة، وحثه على عدم تغيير موقفه.
وندد الديموقراطي جيري نادلر رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، بطلب وزير العدل «المتغطرس»، مؤكداً بأن ليس على روبرت مولر الانصياع إليه.