لندن – ابتسام يوسف الطاهر:
للمرة الثانية يحل د.خزعل الماجدي ضيفا محاضرا على جمهور المقهى الثقافي العراقي في لندن في أمسية مميزة، ليشرح ما توصل له في بحثه التاريخ السومري، كيف تحول عشرة ملوك سومريين الى أنبياء توراتيين؟
للباحث د. خزعل الماجدي عدة كتب عن تاريخ وحضارة واساطير السومريين منها كتابه “انبياء سومريون” عن ملوك سومريين استولت عليهم التوراة لتجعل منهم انبياء وتحول الاساطير السومرية الى اسفار وايات دينية.
ادار الأمسية التي حملت عنوان “كيف تحولّ عشرة ملوك سومريين الى أنبياء توراتيين؟ الصحفي عدنان حسين أحمد، مستهلا الأمسية باستذكار شخصيتين ثقافيتين عراقيتين رحلا عن عالمنا، الأستاذ عبد الرزاق الصافي الشخصية السياسية والثقافية المعروفة صاحب “القاموس السياسي”، وكتاب “من ذاكرة الزمن” و”شهادة من زمن عاصف”. كذلك الشاعر فوزي كريم الذي رفد المكتبة العربية بأكثر من أربعين كتابا في الشعر والنقد الأدبي والموسيقي والتشكيلي”.
وتطرق الى محطات الماجدي: أستاذ أكاديمي حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة بغداد في التاريخ والأديان والأساطير القديمة وهو أحد الشعراء السبعينيين.. ولعله أكثرهم إنجازا، فقد أصدر عشرات الكتب (خمس وأربعين) منها تتعلق بالتاريخ والفكر والأديان والأساطير. إضافة الى منجزات أخرى عديدة.
وأعرب الضيف المحاضر عن سروره للمشاركة في أمسيات المقهى الثقافي، فقد قدم محاضرة قبل خمس سنوات بعنوان عن الأدب السومري. ومحاضرته هذه تدور في الفضاء السومري ايضا. وقال: كتابه انبياء سومريون أثار عند صدوره جدلا واسعا في الأوساط الثقافية العربية، وهناك من أستقبله بشغف واهتمام معدا إياه أنه كشف عن حقيقة كانت مخبأة، وإعترض على الكتاب بعض من أصحاب النزعة الدينية” وهناك من كتب عن سرقة اليهود لأساطير الحضارة العراقية، السومرية والبابلية، منهم سيد القمني في كتابه الاسطورة والتراث.
د.الماجدي يبحث في تاريخ وادي الرافدين منذ أربعين سنة، ومحاضرته تلك جعلها في اربعة اقسام، الأول: مقارنة بين فترة السومريين قبل الطوفان وبين العبرانيين للحقبة نفسها، والقسم الثاني قارن فيه بين الملوك العشرة وبين الأنبياء العشرة، او الآباء، وكيف تحولت اسماؤهم عبر التاريخ، وركز على ثلاثة من بين هؤلاء هم آدم وإدريس ونوح.
وأشار في القسم الثالث من المحاضرة الى تناول الطوفان لدى السومريين، والطوفانات عند الأقوام الأخرى. وختم المحاضرة باستنتاجاته، اردفها بصور وتخطيطات لشرح وجهة نظره تلك.
من بين ماجاء في شرح د.الماجدي. ان اوبار –توتو الملك – الحكيم الثامن من بين العشرة ملوك، اما التاسع فكان (شوكور لام) والذي كان يطلق عليه اسم (شروباك) أيضا وهو اسم المدينة نفسه التي كانوا يعدونها أرض الشفاء، وقد عرف عن هذا الملك الحكيم وصاياه العظيمة التي أسداها الى ابنه (زيوسودار). تلك النصائح صارت مصدر وصايا موسى العبري، كما جاء في كتب التوراة. والابن (زيوس ودار) الملك–الحكيم العاشر الذي “حقق معجزة خلود الانسان.
وختم البحث عنها بنجاح حين أصبحت في ظل اتباع الآلهة وخصوصا (انليل)، وكانت مدينة (شروباك) تحكمها زوجة الإله إنليل (ننليل سود) وبذلك تكون رحلة البحث عن الخلود إنتهت.
وفي ختام محاضرته قرأ ملخص ماذكره وماثبته في كتابه واستنتاجاته الأخيرة “المتفحص جيدا في مجمل قصة آباء ما قبل الطوفان بصياغتها العبرية، يدرك بوضوح ان اسطورة البحث عن الخلود التي مثلتها مدونة الملوك السومرية، قد تحولت من اسطورة بحث عن الخلود، الى اسطورة للصراع بين الخير والشر والملائكة والشياطين والانسان والخطيئة، ودخلت طريقا لاهوتيا مقفلا، بدلا من إذكاء طموحات النجاح والبحث عن الخلود”.
“انبياء سومريون”في المقهى الثقافي العراقي بلندن
التعليقات مغلقة