متابعة ـ الصباح الجديد :
زارت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي برلين وباريس امس الثلاثاء، عشية قمة استثنائية يعقدها الاتحاد الأوروبي، في محاولة لإقناع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإرجاء موعد خروج المملكة المتحدة من التكتل (بريكزيت)، المحدد في 12 الشهر الجاري.
وكان «الطلاق» مقرراً في 29 آذار الماضي، ثم أرجئ إلى 12 الشهر الجاري. وطلبت ماي من قادة الاتحاد تأجيلاً ثانياً الى 30 حزيران ،مع إمكان الانسحاب قبل ذلك، إذا تم التوصل إلى اتفاق، علماً أن مجلس العموم (البرلمان) البريطاني رفض 3 مرات اتفاقاً توصّلت إليه رئيسة الوزراء مع بروكسيل.
وقال الناطق باسم المستشارة الألمانية ستيفن زايبرت: «هناك أسباب وجيهة للنقاش، في وقت تواجه المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بأعضائه الـ 27، وضعاً صعباً وشاقاً». وأضاف أن «الدول الـ 27 يجب أن تبقى موحّدة عندما تتخذ القرار، وعندما توافق أو لا توافق على اقتراح رئيسة الوزراء حول تأجيل جديد».
وشدد على أن برلين تريد أن تبقى العلاقات مع لندن وثيقة وودية بعد الخروج.
واستقبل ماكرون ماي امس الثلاثاء. وتتبنّى برلين موقفاً أكثر ليونة من باريس حيال لندن.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لورديان السبت الماضي إن على بريطانيا تقديم «خطة» يمكنها أن تحظى بـ «دعم سياسي واضح وذي صدقية»، لتبرير طلب ماي تأجيلاً ثانياً لـ «بريكزيت».
وكانت رئيسة الوزراء قالت في تسجيل مصوّر بُثّ الأحد الماضي: «أعتقد بأن هناك نقاطاً يمكننا الاتفاق في شأنها.
هذا يعني تنازلات من الطرفين، لكنني أعتقد بأن تحقيق بريكزيت هو أهم أمرّ بالنسبة إلينا».
وأضافت: «بمقدار ما يطول الأمر، يصبح خطر عدم خروج المملكة المتحدة أكبر. هذا سيعني ترك بريكزيت الذي صوّت عليه الشعب البريطاني، يفلت منا».
لكن حزب العمال المعارض أعرب عن «خيبة» من محادثات يجريها مع رئيسة الحكومة، داعياً إياها إلى إدخال «تغييرات جدية على اتفاقها».
وحذّر وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون من أن نواب حزب المحافظين الحاكم لن يسمحوا لماي بـ «الاستسلام» أمام زعيم حزب العمال جيريمي كوربن، عبر قبول انفصال أكثر ليونة وإبقاء علاقات وثيقة مع الاتحاد الأوروبي. وكتب في صحيفة «ديلي تلغراف»: «إذا التزمت المملكة المتحدة البقاء في الاتحاد الجمركي، هذا سيجعل نتيجة الاستفتاء سخيفة».
الى ذلك، أفاد بحث أعدّته مؤسسة «هانسارد سوسايتي» بأن 54 في المئة من الناخبين البريطانيين يريدون زعيماً قوياً قادراً على كسر القواعد، فيما اعتبر 72 في المئة منهم أن النظام السياسي يحتاج إلى «كثير جداً» أو إلى «مقدار كبير» من الإصلاح.
وأضافت المؤسسة: «الناس متشائمة من مشكلات البلاد وحلّها المحتمل، وهناك أعداد ضخمة مستعدة لإجراء تغييرات سياسية جذرية».
وفي غضون ذلك قالت الحكومة البريطانية امس الاول الاثنين إنها اتخذت الخطوات الضرورية التي يشترطها القانون للمشاركة في انتخابات البرلمان الأوروبي في مايو أيار لكن هذا لا يعني حتمية مشاركة بريطانيا.
ومن المقرر أن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة المقبل لكن رئيسة الوزراء تيريزا ماي طلبت من الاتحاد تأجيل موعد الخروج بينما تسعى للتوصل إلى تسوية مع حزب العمال المعارض من أجل إقرار اتفاقها بشأن الخروج.
وقال متحدث باسم الحكومة في بيان «اتخذنا من منطلق مسؤوليتنا كحكومة الخطوات الضرورية التي يشترطها القانون إذا تعينت علينا المشاركة».
وأضاف «هذا لا يجعل هذه الانتخابات حتمية إذ أن مغادرتنا للاتحاد الأوروبي قبل موعد الانتخابات تلغي تلقائيا التزامنا بالمشاركة».