الصباح الجديد ـ وكالات:
عين البرلمان الجزائري امس الثلاثاء رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح رئيسا مؤقتا وذلك في أعقاب استقالة عبد العزيز بوتفليقة بعد مظاهرات حاشدة ضد حكمه استمرت أسابيع.
ويأتي تعييه تماشيا مع الدستور الجزائري إلا أن المحتجين، الذين يطالبون بإصلاحات ديمقراطية واسعة النطاق، يعارضون شخصيات مثل بن صالح الذي كان أحد أفراد الدائرة المقربة من بوتفليقة التي هيمنت على الحياة السياسية في الجزائر على مدى عقود.
وبعد وقت قصير من إعلان البرلمان، احتج المئات، معظمهم من الطلبة، في وسط العاصمة وبعضهم كان يهتف «بن صالح ارحل». والسؤال الذي يطرح نفسه هو ماذا سيكون رد فعل الجيش الجزائري القوي على تعيين بن صالح وعلى أي معارضة للقرار.
وأدار الفريق قايد صالح رئيس الأركان الجزائري بحرص خروج بوتفليقة من المشهد بعد ستة أسابيع من المظاهرات التي كانت في أغلبها سلمية.
وأبدى قايد صالح دعمه للمحتجين الذين يريدون إصلاحات ديمقراطية بعد نحو 60 عاما من حكم قدامى المحاربين في حرب الاستقلال عن فرنسا التي دامت من عام 1954 حتى عام 1962.
وعند استقالته تعهد بوتفليقة بأن تجرى الانتخابات بعد 90 يوما في إطار فترة انتقالية قال إنها ستؤذن ببداية مرحلة جديدة.
وبموجب الدستور الجزائري، سيبقى بن صالح رئيسا مؤقتا لحين إجراء انتخابات جديدة.
وقال بن صالح للبرلمان «علينا بالعمل للسماح للشعب الجزائري بانتخاب رئيس في أقرب وقت.» لقد فرض علي الواجب الدستوري تحمل مسؤولية ثقيلة».
من هو عبد القادر بن صالح؟
دبلوماسي وسياسي جزائري، ولد في 24 نوفمبر 1941 في بني مسهل بتلمسان القريبة من الحدود المغربية، وشغل منصب رئيس مجلس الأمة منذ 2002.
التحق سنة 1959 بجيش التحرير الوطني الذي كان يقاتل الاستعمار الفرنسي.
في 1962 سرح من جيش التحرير الوطني بطلب منه واستفاد من منحة دراسية مكّنته من الانتساب لكلية الحقوق في جامعة دمشق.
ينتمي لحزب «التجمع الوطني الديمقراطي» الذي يتزعمه رئيس الوزراء أحمد أويحيى المتحالف مع حزب «جبهة التحرير الوطني» الذي يقوده الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
يتمتع بن صالح بتجربة سياسية ودبلوماسية كبيرة، حيث بدأ حياته المهنية صحفيا في جريدة «الشعب» الحكومية عام 1967، ثم عمل مديرا عاما لها خلال 1974-1977.
أصبح نائبا في البرلمان عن ولايته تلمسان لثلاث دورات متتالية ابتداء من 1977، كما تولى رئاسة لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الشعبي الوطني لمدة 10 سنوات.
عين عام 1989 سفيرا للجزائر في السعودية وممثلا دائما لدى منظمة التعاون الإسلامي بجدة، ثم أصبح ناطقا باسم الخارجية الجزائرية عام 1993.
أنتخب عام 2000 رئيسا للاتحاد البرلماني العربي لمدة عامين، ثم رئيسا للاتحاد البرلماني الإفريقي في 2004. شغل منصب رئيس مجلس الأمة في الجزائر لـ6 مرات.
قلِّد بوسام جيش التحرير الوطني، ووسام الاستحقاق الوطني، كما تم تشريفه من العديد من الدول حيث قلده رؤساؤها أوسمة الاستحقاق الوطني.
مثل عبد القادر بن صالح الرئيس الجزائري في العديد من القمم والمؤتمرات الدولية، كان آخرها القمة العربية في تونس.