حسنا فعل الرئيس برهم صالح عندما تحدث بشكل صريح عن العلاقات بين العراق والولايات المتحدة الاميركية في مجالات الامن والدفاع خاصة مع تصاعد التكهنات والتوقعات بتعزيز التواجد الاميركي في العراق والتصريحات المتوترة للرئيس ترامب حول مستقبل هذا التواجد في المنطقة عامة وفي الحقيقة ان العراقيين في هذه الايام بأمس الحاجة لتوصيف دقيق لطبيعة العلاقة مع الولايات المتحدة الاميركية في ظل تضارب وجهات النظر بين قادة الاحزاب والكيانات السياسية المشاركة في العملية السياسية وفي ظل تدخل الكثير منهم في مشاريع القوانين والقرارات التي يجري تداولها في مجلس النواب والتي تتعلق بمستقبل الوجود العسكري الاميركي في العراق وقد شهدنا خلال الشهور والاسابيع المنصرمة حراكا سياسيا للدفع بمواقف جديدة لتحديد العلاقة مع اميركا وانبرى عدد من الناشطين في الحركات السياسية والفصائل المسلحة للتعبير عن مواقف منفردة حول هذه العلاقة ارادوا من خلالها تمرير رسائل الى الحكومة ومجلس النواب في محاولة للتشويش على الموقف الرسمي العراقي من التواجد العسكري لقوات التحالف الدولي في الاراضي العراقية وبالعودة لحديث او تصريحات الرئيس برهم صالح فاننا سنجد ان الرؤية التي تحدث بها صالح يمكن البناء عليها ومشاركتها من قبل الكتل والاحزاب المشاركة في العملية السياسية لأنها ببساطة تمثل نظرة واقعية وجادة يمكن ان تؤسس لعلاقات مستقبلية ومستقرة بين البلدين وفي الوقت نفسه فان الحديث عن التعاون الامني والعسكري وفقا لرؤية الرئيس العراقي يمكن وصفه بالحديث العقلاني الذي يجتمع حوله كل حصيف وحكيم لا يتأثر بالخطب والشعارات الرنانة او تستهويه رؤية دول الجوار تجاه مستقبل العلاقة مع اميركا فتأكيدات الرئيس انصبت على رؤية عراقية خالصة تنسجم تماما مع تطلعات الشعب العراقي وتتسق مع اهداف وزارة الخارجية العراقية والاهم من ذلك تأخذ بنظر الاعتبار المصالح العراقية العليا في خضم الاوضاع والتشابك في المصالح داخل محيط العراق الاقليمي وهنا يمكننا اختيار بعض السطور المستلة من حديث الرئيس برهم صالح لبعض القنوات الفضائية قبل يومين لتأكيد معطيات ما ذكرناه ولدحض كل الاقاويل والشائعات التي حاولت تشويه الموقف الرسمي للحكومة العراقية ( (ليس هناك اي طلب من القوات والعناصر الدولية مثل اميركا وغير اميركا لإقامة قواعد عسكرية هنا في العراق او ايجاد قوات قتالية برية حتى في عز المعركة ضد داعش وانما كانت قوات تدريب وتقييم.. الاوضاع بصورة دائمة هو موضوع امن قومي خطير اتمنى ان لا يكون جزءا من سجالات سياسية آنية قد تحملنا مشكلات في المستقبل ..مصلحتنا اولا مصلحة الامن العراقي والسيادة العراقية )
د. علي شمخي