التغيير المزعوم والعين الواحدة!!

سلام مكي

يرى الكثير من المحللين السياسيين والمتابعين للشأن العراقي العام أن التغيير في سوريا، يمثل بارقة أمل لهم للتغير في العراق، فهناك من يرى أن الدور القادم سيكون للعراق حصرا، بعد سوريا ولبنان. هؤلاء السياسيون وأشباه السياسيين، يقدمون أنفسهم على أنهم ضد النظام السياسي العراقي الحالي، وضد كل ما له علاقة بالشأن الحكومي والسياسي، ومبرراتهم في هذا التوجه لا عد لها ولا حصر، مثل الذي يعادي النظام السابق، يمكنه الحديث ساعات وليال وأيام عن جرائم ذلك النظام بحق العراق والعراقيين. ولعل أكثر الناس حديثا عن التغيير وقرب حصوله في العراق هم الذين يسمون أنفسهم بالمعارضة! لكن أغلب أولئك، وللأسف، لا يملكون إلا عينا واحدة فقط! فهم ينظرون للأحداث بعين عوراء، والعين الواحدة، لا تنظر باستمرار، فقط ما تريد النظر إليه، تراه، أما ما يخالف هواها، فتتحول الى عمياء! فهم حين يتحدثون عن الفساد والخراب العام في كل مفاصل الدولة، إنما يقصدون فئة سياسية محددة، وأحزابا بذاتها، ولا يقصدون الكل، لا يقصدون جميع الأحزاب والطوائف والقوميات التي لم تبق واحدة منها، إلا ونالت نصيبا من العملية السياسية، فالكل اشترك في الحكومات المتعاقبة، ومجلس النواب، الكل أخذ نصيبه من البلد، الكل انغمس رداؤه في وحل السياسة ومغرياتها. وهذه هي الحقيقة التي لا ينكرها إلا من يملك عينا واحدة! ولكن، الذي يحمّل خراب العقدين الماضيين طائفة واحدة، فهو ليس إلا طائفي، مريض، يداه تحملان معاول الهدم والخراب للبلد. المشكلة بهؤلاء أنهم يبشرون بالتغيير والخلاص من الفاسدين، لكنهم بنفس الوقت، يعيشون بحمايتهم! ويتنعمون بخيرات البلد التي يتباكون عليها! سهامهم موجهة نحو جهة واحدة فقط. العرب بسنتهم وشيعتهم، والأكراد، كلهم كانوا مساهمين وفاعلين في كل مفاصل الدولة العراقية، تقلدوا المناصب التنفيذية والتشريعية، من أعلاها الى أقل وظيفة فيها، ولا أحد مستثنى من المساهمة بالخراب الذي نعيشه اليوم. فلماذا لا يتحدثون عن الجميع؟ لماذا يريدون للتغيير أن يشمل طائفة واحدة فقط، ولا يشمل باقي الطوائف؟ لماذا يستثنون أحزابا سياسية، لازال فسادها يزكم الأنوف، ويتمنون زوال غيرها؟

 

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة