أسيرًا، خلفَ قُضبانِ الفِراق

حسين سامي الجعفري

 

طيرٌ مدنفٌ، وأنا الوحيدُ

أُردِّدُ أُغنيةَ الموعدِ على نايِ الوجعِ المسائيّ

أُرتِّبُ الكلماتِ المرسَلةَ إليكِ

عبرَ سحابةِ الغرام

إلى آخِرِ الدُّنيا، أرومُ الذِّهابَ وحدي

لأبحثَ عن ثغرِكِ الذي هربَ مِن بينِ يديَّ مسرعًا

كطفلٍ، لا يفقَهُ الدنيا، سِوى البحثِ عنِ اللا شيء مِرارًا

كم تهتُ،

وكم تاهت بيَ الدُّنيا

عندما أضعتُكِ عندَ نِهايةِ الطريقِ، حيثُ البدايةُ

الرُّمقُ إلى عينِكِ، هوَ التِّيهُ ذاتُه

فأضعتُ مقلَتَيكِ!

وظلَّ وطني،

وحدَهُ يُناديكِ، قبلَ الهروبِ إلى المَنفى الموعود:

أيَّتُها الفراشةُ الحسناءُ، مثلما أنتِ دومُكِ

هلَّا جِئتِ مؤخَّرًا إلى المكانِ المَمحيِّ منَ الدَّهرِ

حيثُ ميعادُنا الوحيدُ!

إلى جانبِ الكوبِ العتيق

ترَيْ روحي تلُفُّ حولَهُ، مثلَ أيِّ هائمٍ منتشٍ

على الظِّلِّ

على الذِّكرى

على طيفِكِ المُنقطِع

رُوحي هنا، ساقطةٌ، مثملةٌ حدَّ الجُنون

تنوحُ نوحَ الرَّاقصِ من شدَّةِ الوجع

كم أشتاقُكِ

عندما يذوبُ الدَّمعُ، حسيرًا

أسيرًا خلفَ قُضبانِ الفِراق

موحشٌ ليلي، فاقدٌ لِضحكةِ الوَجدِ المطلِّةِ

من نافذةِ الشفتينِ البابليَّتين

فافتحي بابَكِ الموصود

وتأمَّلي،

لِيُخبرَكِ النَّسيمُ عن حالي، واحتِضاري!

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة