الحلة – الصباح الجديد:
تعد مدينة الحلة، مركز محافظة بابل، من أهم مدن الفرات الأوسط، نظرا لما تتمتع به من موقع ستراتيجي، يربط محافظات جنوب البلاد ببغداد، اضافة لقربها من العتبات المقدسة في كربلاء والنجف، مما يجعلها ممرا مهما، وطريقا لربط المحافظات بعضها ببعض. ولقد عانت محافظة بابل، مدينة الحلة تحديدا من الارهاب لسنين طويلة، فقد كانت المدينة تتعرض بشكل مستمر لعمليات إرهابية، تستهدف الشوارع والمؤسسات الحكومية، وتجمعات المواطنين، مثلها مثل بغداد وغيرها المدن، ولم تتحرر المدينة من سطوة الارهاب، إلا بعد أن إعلان النصر المؤزر على داعش، وتحرير المدن من سيطرة التنظيم الارهابي. بالمقابل، بقيت مدينة الحلة، تعاني من الاهمال في بناها التحتية، بل وتسجل تراجعا كبيرا في الخدمات والعمران، وقياسا بالمحافظات المجاورة، فإن مدينة الحلة متأخرة بشكل كبير، إذ أن الجهات المسؤولة، لازلت الى اليوم، لم تنجز ملفا واحدا من ملفات الخدمات.
أحد المقاولين، تحدث لنا بمرارة قائلا: في مدينة كربلاء مثلا، نجد أن الحكومة المحلية هناك، تعلن عن مشاريع في أطراف المدن، والأرياف والأقضية والنواحي، لأن شوارع المدينة ومركز المحافظة، تم الانتهاء منه منذ زمن طويل، أما مسألة المجاري، فإنهم قد انتهوا منها منذ أكثر من 10 سنين، لكن في بابل، لازال ملف مجاري الحلة، راوح مكانه، وللأسف لا توجد بوادر حلول في الأفق القريب.
مواطن آخر، تساءل: شارع 40 الذي يمثل الشريان الحيوي للمدينة والمركز التجاري الأبرز فيها، لم يتم تطويره طوال الت 20 سنة الماضية. اليوم نجد أن الشارع يعاني الفوضى الكبيرة، والسبب هو مشروع تطوير الشارع، وتأهيله. ولا نعلم: إذا أهم شارع في المدينة، احتاجت المحافظة 20 عاما لتطويره، فماذا عن الشوارع الأخرى الأقل أهمية؟ متى يتم تطوير النواحي والأقضية إذا كان مركز المحافظة يحتاج الى 20 سنة؟
مواطن ثان تحدث بألم: شارع 60 الذي يمثل الشارع الحيوي الرابط بين وسط العراق وجنوبه، الواجهة الأولى لبابل، فكل مواطن يريد التوجه من النجف الى بغداد أو من الجنوب الى بغداد، لابد له أن يمر بشارع 60. وهو ليس طويلا جدا، لكنه استنزف ميزانية محافظة بابل لسنين طويلة، وتم العمل به لعدة سنين، لكن اليوم، نجد أن هناك عملا آخر، ومشروعا تطويره. يقولون لنا: عليكم الانتظار لبضعة أشهر حتى ينتهي العمل بالشارع، ويعود مجددا للخدمة بكامل طاقته! وأضاف لنا: نشعر بالخجل، عندما يأتي لنا زوار من باقي المحافظات، إذا يتساءلون: هل هذه مدينة الحلة حقا؟ هل هذه المدينة التي كنا نسمع عن تمدنها وتطورها في كل شيء؟ هل هذه المدينة التي كانت في يوم ما، تمثل واجهة سياحية لمواطني المحافظات المجاورة؟
مقابل تردي الخدمات، تشهد مدينة الحلة اليوم، زيادة كبيرة في عدد المجمعات الطبية، إذ أن شارع 60 اليوم، يضم على جانبيه العديد من المجمعات الطبية التي تعلن عن وجود أطباء في مختلف الاختصاصات، يمكنهم معالجة الأمراض! اضافة الى وجود مطاعم تقدم أكلات جيدة، مع ازدياد ملحوظ في عدد المطاعم التي تقدم أكلات غربية، مع خدمة التوصيل المجاني! ولا ننس المولات التي انتشرت في أغلب شوارع المدينة، والتي تقدم بضاعتها للناس، وتجد الإقبال الجيد عليها، رغم غلاء أسعارها!
مواطنون حليون يشكون سوء الخدمات وانعدام البنى التحتية
التعليقات مغلقة