احلام يوسف
بعد الثورة التكنلوجية التي صرنا لا نلحق بجديدها اليومي، صار الهاتف المحمول، جزءا مهما في حياتنا لا نستطيع الاستغناء عنه، فالهاتف يضم كل ذكرياتنا وكل اسماء اصدقاءنا وكل حواراتنا..وغيرها.
مع ان الهاتف المحمول سهل الحياة بعدة طرق، الا ان العديد من الاشخاص ممن عاصروا الهاتف الارضي، ما زالوا يحنون اليه ويتمنون لو ان التواصل بين الناس ظل محصورا به!.
اول من اخبرتنا عن سبب حنينها للهاتف الارضي شروق الزبيدي التي قالت: “كل ما دار حديث بشأن الهاتف الارضي، تذكرت اغنية شادية (مخاصمني بقالو مدة) الاغنية التي تتحدث عن حبيبين حدث خصام بينهما ولانها اشتاقت لحبيبها تتصل به كي تسمع صوته فقط وتغلق سماعة الهاتف.. مثل هذا المشهد البريء والعاطفي لا يمكن ان يحدث مع الهاتف المحمول، فكل شيء معه مباح ومتاح ومعلن مثل كل التغييرات التي طالت حياتنا، فحتى لو اتصل احد ما بي ولم اعرف هويته فمن خلال برنامج تروكولر استطيع فيما بعد التعرف على اسمه، الهاتف الارضي اجد انه يحترم خصوصية الفرد”.
عبد السلام النجدي ايد الزبيدي بقوله: “الهاتف النقال او الموبايل اختراق للخصوصية، فاينما كنت.. في اي زمان ومكان لا استطيع ان اخلو الى نفسي الا اذا اغلقت الهاتف، أي سيكون وجوده من عدمه سواء. اعلم ان الجيل الحالي الذي نشأ على استعمال الهاتف المحمول سيعترض على كلامي لكن انا متأكد انهم في لحظات معينة يلعنون الموبايل، عندما يتصل الاهل بهم في اثناء تواجدهم بمقهى مع اصدقائهم للاطمئنان عليهم، الهاتف الارضي كان يعني شيئا مهما، انك عندما تتصل بي وانا في البيت فسأرد عليك وان كنت خارج البيت فلن ارد ولن يزعل منك او يلومك الطرف الاخر، اشعر ان الموبايل مثله مثل الجاسوس، الظل الذي يرافقك اينما كنت ويسجل كل تحركاتك وتشعر معه ان حياتك مخترقة بكل الصور والاشكال”.
يبقى الهاتف المحمول اداة مهمة لتسهيل العديد من الامور ومهما في لحظات كثيرة عندما نقلق على شخص ما ونجهل مكانه، لكنه مثل كل شيء، فيه ميزات وعيوب، المهم ان نعرف كيف نستعمله ومتى ولماذا، كان هذا رأي لسلامة المندائي التي قالت:
- “برغم ان التكنلوجيا سهلت امور حياتنا لكنها في الوقت نفسه شوشتها وبعد ان كانت بسيطة وواضحة صار كل ما في الحياة يدعو الى القلق والخوف والمجهول سمة لحياة اغلبنا. لكن تبقى اهميتها اكبر، الموبايل في اوقات عصيبة كثيرة مررنا بها كان المنقذ، عندما يصاب احد ما في انفجار او حادث مروري فان الهاتف المحمول اداة تواصل المسعفين مع اهل المصاب حتى وان كان مغميا عليه في بعض الاحيان. احيانا اتساءل كيف كنا نعيش حياتنا من دونه، لكن استدرك واتذكر اننا كنا نعيش بسلام اكبر وهدوء اكبر، لذلك اقول واردد المثل المصري القائل (كل وقت وله اذان)، فكل جديد يطرأ على حياتنا يغيرها، المهم ان نوجه هذا التغيير نحو الرؤية الايجابية، فكل ما في الحياة له طرفي نقيض، سيء وجيد، الحياة نفسها بنيت على اساس نقيضي الخير والشر، وكل منا اختار ويختار طريقه”.