الصباح الجديد ـ متابعة:
استعانت مجلة “فورين أفيرز” الامريكية بانموذج العراق لتؤكد ان بإمكان الولايات المتحدة تخفيض التزاماتها في منطقة الشرق الأوسط، من دون المجازفة بالسماح بوقوع مخاطر كبيرة تمس الاستقرار، وذلك من خلال اغتنام فرصة المحادثات السعودية – الايرانية، الخصمين الأكثر أهمية في المنطقة.
واعتبرت المجلة الاميركية في تقرير لها انه “لا يمكن إنكار التحول في واشنطن، إذ لم يعد الشرق الأوسط اولوية قصوى بالنسبة للولايات المتحدة”، مشيرة إلى أن تراجع واشنطن من المنطقة يتمثل في خروج القوات من أفغانستان وتخفيض الالتزامات العسكرية الامريكية في العراق والأردن والكويت والسعودية، فيما يتزايد التركيز على الصين وروسيا.
واشارت المجلة الى ان هذا التحول الأمريكي في المنطقة “يجلب مخاطر خاصة”، موضحة على سبيل المثال أن رحيل الولايات المتحدة المتسرع من العراق في العام 2011، مهد الطريق أمام صعود تنظيم داعش، وتوسيع نفوذ ايران اقليميا.
ورأت المجلة؛ أنه من اجل تجنب حدوث ضرر مشابه هذه المرة، فإن على واشنطن أن تجد طريقة “للجمع بين التخفيض في الالتزامات العسكرية وبين مكاسب الاستقرار الإقليمي”، مضيفة أن إحدى أفضل الفرص المتاحة لتحقيق هذه المكاسب تتمثل في المحادثات بين الخصمين الأكثر اهمية في المنطقة، اي ايران والسعودية.
ومع ذلك، اعتبرت المجلة أن التنافس الأكثر خطورة في المنطقة هو التنافس بين إيران والسعودية، من بلاد الشام الى الخليج، مما أدى الى حالة “استقطاب على طول خطوط الصدع الشيعي السني والعربي الفارسي”.
وأشارت إلى تصاعد المنافسة اولا مع بداية حرب العراق في العام 2003 ثم مع اندلاع الحروب الاهلية في سوريا واليمن والاتفاق النووي الإيراني العام 2015، لكن التوترات بلغت مرحلة خطيرة في العام 2019، عندما شنت ايران هجوما عسكريا على منشآت النفط السعودية.
وتابعت أن الخصمين مستمران في تنافسهما الآن في اليمن والعراق ولبنان، ومن المحتمل أن يجددا تنافسهما في افغانستان مع انسحاب الولايات المتحدة.
مجلة “فورين أفيرز” تحتمل “اتفاقية مستدامة” بين طهران والرياض برعاية اميركية
التعليقات مغلقة