وداد إبراهيم
كلنا يعيش ويشهد التغييرات التي تحدث في بلدان الجوار وما يحدث من مشاكل وحروب وتوقعات ليلى عبد اللطيف المفجعة. الكثير يعيش حالة القلق من أن تصل الأحداث إلى حدودنا الآمنة، لكن الحقيقة التي يعرفها الجميع أن العراق تجاوز أكبر المصاعب والمشاكل. أولها الفوضى العارمة التي حلت به، ومن ثم التفرقة الطائفية المقيتة وما حدث للعراقيين من قتل وسلب وخطف وتفجير. وبعدها هجمة الفاسدين على خيرات العراق وأمواله وهروب الكثير منهم مع الملايين والمليارات من مسروقات الدولة. العراق تجاوز الفوضى وسيطر على الطائفية، وانتهت التفرقة العنصرية وذهبت إلى الأبد. وانتصر على الدواعش ودولة الوهم، وحرمت عليهم أرض العراق الأبي الغيور، بلد الأنبياء والرسل والرسالات، وإزاء كل هذا، قدم العراقيون الكثير من الشهداء من الجيش والشرطة والقوات الأمنية وقوات مكافحة الإرهاب من أجل أن يبقى العراق في أمان ويعيش بسلام. والأكثر من هذا، تعلم العراق الدرس جيدًا وصار البلد القوي الذي يعرف أعداءه وأصدقاءه. ليعيش العراقيون ثقافة احترام الآخر، بل صارت التفرقة العنصرية الطائفية مزحة يضحك منها العراقي ولا يتأثر بها. ولا أحد يستطيع أن يستفزه ويثير غضبه بالسؤال عن انتمائه أو عشيرته أو إلى أي طائفة ينتمي، بل صار يرفض أن يثار هذا الحديث ويجيب بالحرف الواحد: “هذا الوضع انتهى إلى الأبد، وكلنا عراقيون ولا نقبل بالتفرقة”. ليقف العراقي أمام كل المصاعب وهو قوي وثابت على المبدأ وعلى حب العراق الواحد المتنوع والملون بالقوميات والأديان واللهجات، لأنه عراق الحضارات، عراق آشور وبابل وحمورابي وأسرحدون.
قدم لنا التاريخ كما من الغزوات والحروب والتخريب التي تعرض لها هذا البلد، إلا أنه استطاع أن ينتصر ويستعيد مكانته الدولية على مدى تاريخه. واستطاع الآن أن ينتقل إلى مرحلة العمران والبناء واللحاق بالتطور التكنولوجي ليصبح بلد الثقافة والأدب. أصبحت عاصمته مدينة للإبداع ومدينة للرواية، والآن هي مدينة للسياحة، أي أنها محط أنظار العالم بما فيها من معالم ومشاهد ونصب ومراقد ومساجد وكنائس. العراق صار عصيًا على من يكرهه، عصيًا على الطامعين في ثرواته، عصيًا على الظلاميين.