التسوق.. متعة أم بذخ في الأموال؟ مختصون: يعزز الثقة بالنفس ويُعد فسحةً لـ”التنفيس”

بغداد ـ وداد إبراهيم:
هل حقًا التسوق يمنح المشتري نوعًا من المزاج الجيد؟ أم أن العثور على شيء يناسب ذوقك وأسلوبك الشخصي أو اهتمامك يمكن أن يعزز الذات والثقة بالنفس؟
قالت لي سيدة: “حين يكون في البيت جو متوتر، كان زوجي يعطيني مبلغًا من المال ويقول لي: خذي صديقتك واذهبي للتسوق وشراء ما تحبين. وكأنه يريد أن يزيح عني التوتر بهذا الأسلوب الاجتماعي الذي أجده أسهل طريق لإعادة الحياة الهادئة للبيت، حتى وإن لم أكن متوترة، فكثيرًا ما أثار دهشتي هذا الأسلوب الذي يتبعه زوجي معي. وفعلاً، أذهب للتسوق وأشتري ما يحتاجه البيت، ولا أنسى نصيبي من الشراء، وحين أعود، أكون مرتاحة ومستمتعة”.
في عام 2018، نشرت “جامعة بوتلر” دراسة بعنوان “مولات أقسام البيع المباشر: استكشاف العلاج بالتسوق”، إذ وجدت أنه يعزز احترام الذات. فالعثور على شيء يتماشى مع أسلوبك الشخصي أو اهتماماتك يمكن أن يعزز احترام الذات، ويمكن أن يؤدي هذا الشعور إلى تحسين الحالة المزاجية العامة والثقة بالنفس. إنه باب “للتنفيس”، تمامًا كتدخين السيجارة، لكنه لا يحل المشكلة الأساس.
قال صاحب محل للتسوق: “هناك من يدخل الأسواق يبحث ويخرج دون أن يشتري. وصارت لنا خبرة في الوجوه التي تبحث عن شراء ما تحتاجه أو تبحث عن شيء معين لمناسبة مثل الأفراح أو حضور مناسبة رسمية. وهذا الشخص تتضح ملامحه بأنه يرغب بالشراء، وفعلاً نجده يشتري ويخرج من المكان وهو سعيد. نعم، ما وجدته أن الشراء ودفع المبلغ بعد قياس الملابس عملية تدخل الشخص في مزاج معين، فهو يتناقش مع البائع أو مع رفيقه في التسوق. أجد أن البعض يقضي وقتًا طويلاً في النقاش والبحث عما يريد بدقة، وفي النهاية لا يشتري لأنه يجد أنه لم يجد ما يناسبه، ونسميه نحس في الشراء”.
يرى بعض أصحاب المحلات أن الكثير يدخل إلى المحلات يتطلع ويقلب ويقيس، ثم يعكر ترتيب الأشياء ويخرج دون شراء، وأحيانًا يعود مرة أخرى لأنه متردد هل هذا يناسبه أم لا؟ إن مجرد فكرة اقتناء شيء جديد أو شرائه، تزيل الإجهاد. وخلال التسوق وعملية الشراء، ينشغل الفرد بالاختيار والألوان والأشكال والأنماط، ويبتعد بتفكيره عمّا يقلقه ويوتره. بذلك، نفصل عن الوقت الصعب الذي يمر فيه ويركز تفكيره على أمر يحبه.
سلمان محمد، صاحب محل، قال: “بصورة عامة، قد يلجأ الأشخاص الذين يحبون التسوق إلى ممارسة ذلك النشاط أثناء معاناتهم حالات عصيبة، مهما كان جنسهم أو نوع شرائهم. وفي العادة، تبدو السيدات مهيئات أكثر من الرجال للانخراط بهذا السلوك، لأن شراء الألبسة من اهتماماتهن. ومن إيجابيات السلوك المعتدل في العلاج بالتسوق، هنالك نشاطات الخروج من المنزل والتعرف على أشكال وتصاميم جديدة وألوان، ما ينمي الإبداع لدى الشخص ويحسن مزاجه، إضافة إلى تفاعله خلال التسوق مع أشخاص ورؤيته العالم الخارجي، وهذا بحد ذاته يوفر له راحة نفسية أثناء مرحلة صعبة”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة