د . محمد فلحي
عرفت المرحوم الصحفي الكبير اسماعيل زاير وقرأت مقالاته المعارضة للنظام الدكتاتوري في التسعينيات من القرن الماضي عندما كان مهاجرا مطاردا من اجهزة النظام القمعية.
سقط الدكتاتور فاعتبر اسماعيل زاير ان مشروعه الوطني اصبح قريبا من التطبيق وان حلمه في صحافة عراقية مهنية حرة يمكن تحقيقه دون عوائق،فأنشأ جريدة (الصباح) فورا على حطام مطابع في بناية متهالكة وأصبحت الصباح ايقونة جديدة في الاعلام الوطني وادمجت في شبكة الاعلام العراقي،شعر الصحفي الحر المستقل أن قلمه يختنق وعقله لا يحاصر بتعليمات او توجيهات حكومية فانسحب ليجد عنوانا جديدا لمشروعه الذي لم يكتمل(الصباح الجديد) !
عندما زرته قبل عامين كان الرجل يشعر بالخيبة مما جرى ويجري وراح يحدثني بألم وحزن عن هجرته وغربته ومؤامرات الفاشلين والفاسدين وغدرهم المستمر، لكنه ظل متفائلا ومبشرا ان الغد سيكون افضل لو استبعد الفاشلون من الواجهة السياسية والاعلامية واعتمد في حسن الاختيار مبدأ الكفاءة والموهبة بدلا من المحاصصة والمحسوبية!
قلت :ذلك شبه مستحيل الان!
اجاب: عندما سميت جريدتي( الصباح) كنت اقصد متعمدا ان يكون عنوانا و اسما محايدا تماما وكنت مؤمنا ان كل ليل مهما طال لا بد ان يزيحه نور الفجر ثم شروق شمس الصباح!
وأضاف أن الإعلام الحر النزيه يسهم في تنمية الانسان وبناء الأوطان وإن الاعلام الدكاكيني الحزبي المضلل المنحاز وسيلة تدمير وفساد!
اسماعيل زاير بموهبته ومهنيته واخلاقه لم يكن استاذا لجيل من الصحفيين فحسب بل مدرسة كاملة فقد أقام مؤسستين صحفيتين ناجحتين تدرب وتعلم وعمل فيهما عشرات الصحفيين الشباب الموهوبين!
وداعا يا معلم فقد كفيت ووفيت وابدعت وزرعت كلمة طيبة مثل شجرة وارفة.